لماذا وصف الله تعالى الموت بالمصيبة وعلى ماذا ينطبق أيضاً هذا الوصف

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
٣٠ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
المصيبة تطلق على كل ما أصاب الإنسان بمكروه أو ضر سواء في بدنه أو أهله أو ماله سواء كان صغيراً أو كبيراً، والموت فيه فقد الأحبة وفراقهم وهذا يورث الحزن والأسى ويبعث على الألم، وقد يكون هذا الميت هو المعيل الذي بفقده تلحقهم نكبات مالية واجتماعية، لذلك كان الموت مصيبة ولا شك.

جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته".

فكل حزن أو هم أو مرض فهو مصيبة.

قال القرطبي رحمه الله (والمصيبة: النكبة ينكبها الإنسان وإن صغرت، وتستعمل في الشر، روى عكرمة: أن مصباح رسول الله صلى الله عليه وسلم أنطفأ ذات ليلة فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، فقيل: أمصيبة هي يا رسول الله؟ قال: نعم. كل ما آذى المؤمن فهو مصيبة).

فهذا هو الضابط في المصيبة: وهو كل ما آذى المؤمن سواء في دينه أو دنياه.

- فالمعصية مصيبة، لأنها تورث المؤمن هماً وندماً وتحرمه بركة الرزق واستجابة الدعاء.
- والوقوع في البدعة مصيبة، لأن ذلك ضلالاً يقود صاحبه إلى النار.
- وموت الأحبة مصيبة، وأعظم مفقود لنا جميعاً هو رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك روي في الحديث (من أصيب بمصيبة فليتعز بمصيبته بي..).
- وذهاب المال مصيبة.
- والمرض مصيبة سواء في نفسه أو أهله.
- والابتلاء بولد عاق أو زوجة سيئة مصيبة.
- وهزيمة المسلمين مصيبة.
- وتسلط ظالم عليك مصيبة.
- ووجود جار سوء مصيبة.
- ورسوبك في الامتحان مصيبة.

وقس على هذا كل ما أصاب الإنسان فآذاه أو أحزنه.

وهذه المصائب تختلف في درجاتها وعظمها ولكن أشد هذه المصائب وأخطرها هي المصيبة في الدين بفقد الدين أو نقصانه لذلك كان من دعاء النبي عليه الصلاة والسلام ولا تجعل مصيبتنا في ديننا).

فالمصيبة في الدنيا إذا صبر عليها صاحبها أعقبه ذلك خيراً كثيراً في الدنيا والآخرة، أجراً ورفعة وتطهيراً، خاصة إذا ما قال ما أمره به ربه عن حصول مصيبة الدنيا كما قال سبحانه في سورة البقرة (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)

أما المصيبة في الدين فإن عاقبتها الخزي والنار والعياذ بالله وهذا هو الخسران المبين.

والله أعلم

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة