حب زراعة هذه الشجرة متوارث إن صح القول فهي دليل في الوقت الحالي على معنى الأرض والانتماء.
وارتبطت بدرجة كبيرة بالقضية الفلسطينية حيث أن الحمامة الحاملة لغصن الزيتون دلالة على السلام واسترداد الأرض المغتصبة على الرغم من تشابه هذا الرمز مع الرمز اليهودي وسيتم ذكره لاحقًا.
وبشكل عام تظهر أهمية شجرة الزيتون بما لها من ارتباطات في العقدية بالدرجة الأولى التي تتالت على الأراضي العربية.
فهي ترمز إلى أمور معينة لدى المسلمين والمسحيين واليهود وكلٌ يرى هذه الشجرة من منظورة العقدي بشكل معين، مما جعلها محبوبة وخاصة في البلدان العربية ومقدرة ثقافيًا.
يمكن بيان أهمية شجرة الزيتون في كل ديانة حتى نفسر بشكل أدق منبع الحب والأهمية لهذه الشجرة بما يلي:
شجرة الزيتون في الإسلام؛
شجرة الزيتون من الأشجار المباركة التي أقسم الله بها في سورة التين، قال تعالى:
(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3)), سورة التين
وهنا ولأن القسم جاء من مصدر إلهي كان لا بد من إعطاء قدر لهذه الشجرة وحب زراعتها من العرب خاصة فهي من الأشجار التي ذكرت في القرآن العربي، وفيها قدر من الفائدة بإقرار سماوي إن صح القول.
ومن ناحية أخرى ذكر الزيتون وزيته في 6 مواضع في القرآن مما زاد من قيمته العقدية.
وعن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
(كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة)
شجرة الزيتون في المسيحية؛
تم ذكر زيت الزيتون وشجرة الزيتون في 140 موضعاً وأصبحت رمز للدين ولألام المسيح عليه السلام.
يستخدم زيت الزيتون في العقيدة المسيحية ليمسح به جسد الأطفال حيث هو جزء من زيت المارون المستخدم في عماد الأطفال.
ويقال إن السيد المسيح عليه السلام استقبل بأغصان الزيتون والنخيل، ومن هنا ارتبطت الشجرة بهذه العقيدة.
وفي إنجيل مرقص تم ذكر زيت الزيتون كوسيلة للشفاء من المرض.
لهذا الزيت دور في حياة المسيحين خاصة في فترات الصيام، حيث يعد زيت الزيتون الداعم الأول للشعور بالطاقة، فهم يبتعدون عن كل أنواع الدهون الحيوانية.
أهم رموز زيت الزيتون في المسيحية:
- زيت المسحة المقدسة (أثناء عماد الطفل)
- في إنجيل يوحنا تمت الإشارة إلى زيت الزيتون لإنارة السراج في الكنيسة كمعنى ودلالة على الروح الله، إذا انقطع الزيت عن المصباح فلن يضيء وينقطع نورة وهكذا إذا انقطع أحد عن روح الله، كما أن السراج أمام الإنجيل المضاء بزيت الزيتون دلالة على أن الإنجيل ينير القلب والعقل والروح.
- يستخدم لمغفرة الخطايا.
- شبهت الكنيسة بشجرة الزيتون فكما أن الإنسان ينال الروح القدس عن طريق الكنيسة ينال الإنسان الزيت عن طريق الشجرة، وهنا قال القديس بولس" العهد القديم يشبه الزيتونة الأصلية وأن كنيسة العهد الجديد مثل زيتونة برية قد طعمت فيها".
شجرة الزيتون في اليهودية؛
تم ذكر شجرة الزيتون في التوراة 25 مرة وتم ذكر زيت الزيتون 1600 مرة.
وفي سفر دفاريم تم ذكر شجرة الزيتون كدلالة على خصوبة الأرض (أرض إسرائيل).
وتم ذكر غصن الزيتون والحمامة في سفر التكوين حين جلبت الحمامة غصن الزيتون لنوح عليه السلام كدلالة على السلام في العالم.
اقترن زيت الزيتون بمعجزة عيد الأنوار (الحانوكا) فحين طُهر الهيكل من عبادة الأصنام من قبل اليونانيين اضاؤوا زيت الزيتون في الشمعدان ذو السبعة مشاعل، والزيت وفر الإنارة لمدة ثمانية أيام.
ربط حكماء الدين اليهودي ما بين شجرة الزيتون وما لهم من صفات حيث تمت المقاربة بينهم في المصير والقدرات فالشعب اليهودي ((بني إسرائيل) باقون على الرغم من كافة الأحداث التاريخية التي مرت عليهم وكذلك الأمر بالنسبة لشجرة الزيتون).
تم استخدام خشب الزيتون لصناعة أدوات الصلاة في الديانة اليهودية، وذلك لأنه يتميز بالكثير من الجودة، فهو لا يصاب بالتعفن أو لا ينخره أي نوع من الدود.
في القدس في حديقة كنيسة جشيماني اليوم 8 شجرات هم الأقدم في العالم حسب الدراسات، وهي من أهم الأشجار بالنسبة لليهود حاليًا في الأراضي المقدسة.