لماذا نحب الكلاب ونستمتع بتربيتها وتدريبها

1 إجابات
profile/سندس-الفقيه-1
سندس الفقيه
هندسة معمارية
.
٣٠ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
يحب بعض الناس تربية الكلاب وتدريبها ربما لما تعود به عليهم من تسلية ومرح، وتقليل من الاكتئاب، وتحسين من الحالة النفسية والصحة البدنية من خلال ممارسة الرياضة واللعب معهم، وفي الواقع هذا ينطبق على معظم الحيوانات الأليفة التي يمكن أن يقتنيها الإنسان في منزله، حيث يعيش الإنسان مع الحيوان جنباً إلى جنب على هذه الأرض.

الكلب لم يكن سابقا حيوان أليف، واعتبره البشر كذلك لأول مرة في أوروبا ثم انتقلت العادة بعد ذلك إلى المشرق وانتشرت، وإذا أردنا أن ننظر إلى ما يميز الكلب عن الحيوانات الأليفة الأخرى فهو استخدامه في الصيد والحراسة، فهي تمتلك حاسة شم قويّة وسرعة كبيرة وقوة بدنية وذكاء عالٍ.

رغم فوائد تربية الكلب إلا أن ليس الجميع يرغب بتربيته (وأنا منهم)، فعن نفسي أرى أنه إذا لم تدع الحاجة لذلك وكانت لدي رغبة في اقتناء حيوان أليف فيمكنني الاستغناء عنه بتربية حيوان أليف آخر كالقط والببغاء مثلاً، ذلك لإيماني واعتقادي بما ورد في مصادر التشريع في ديني الإسلامي التي تبين حرمة اقتناء الكلب في المنزل، وعدم إباحة ذلك إلا لحاجة متمثلة في الصيد والحراسة.

كما أؤمن وأعتقد أن الخالق الذي خلق هذا الكون بما فيه هذه الأرض، وجعل الإنسان خليفة فيها وسخر له كل المخلوقات لخدمته وإعانته على تحمل الأمانة، أنه هو أعلم بما يفيده ويضره، وإذا ورد نص بالشرع يدل على مشروعية أو عدم مشروعية أمر ما، فالأَولى بي التسليم حتى لو لم تتضح لي حكمة ظاهرة.

وبالنسبة لتربية الحيوانات عموماً، فقد حثّ على الرفق بالحيوان وعدم إيذائه، ورتب على عكس ذلك الإثم العظيم، كما ورد من الشواهد على ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام: (أنَّ امرأةً بَغِيًّا رأت كلبًا في يومٍ حارٍّ يطيفُ ببئرٍ قد أَدلعَ لسانَه من العطش، فنزعتْ له بمُوقِها فغُفِر لها).

إلّا أنه أوضح أنه لا يجوز اقتناء الكلب، إلا إذا كان محتاجاً إلى هذا الكلب في الصيد أو حراسة الماشية أو حراسة الزرع، وقاس جمهور العلماء على ذلك حراسة البيوت من باب أولى.

ومن أدلة ذلك، ما رواه البخاري عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ أَمْسَكَ كَلْبًا فَإِنَّهُ يَنْقُصُ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ عَمَلِهِ قِيرَاطٌ إِلا كَلْبَ حَرْثٍ أَوْ مَاشِيَةٍ).

وما ورد في صحيح مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (طَهورُ إناءِ أحدِكم، إذا ولَغ فيه الكلبُ، أن يغسِلَه سبعَ مرَّاتٍ أُولاهنَّ بالتُّرابِ).

فلُعاب الكلب نجس؛ فإذا شرب الكلب من إناء أحدٍ فلا بُدّ من غسله سبع مراتٍ، أولهنَّ بالتّراب، لإزالة نجاسته.

وأما عن الصلاة في المحل الموجود فيه كلب، فإنها تصح في الأرض التي لم يصبها شيء من نجاسة الكلب، وأما إن كان الأرض قد أصابها شيء من نجاسته فلا تصح الصلاة فيها حتى تطهر وقد اختلف العلماء في تطهير الأرض التي أصابتها نجاسة، فذهب الحنفية -وهي رواية عن الإمام أحمد واختارها شيخ الإسلام- إلى أنها تطهر بالشمس أو الريح أو الجفاف، وذهب الشافعية -وهو معتمد الحنابلة- إلى أنها لا تطهر إلا بمكاثرتها بالماء.

والله أعلم.

وامتثالاً لما ذكر أعلاه، فإنني إن لم تدع لي الحاجة لاقتنائه لأي من الأسباب السابقة فإنني لن أقتنيه، وسأستبدله بحيوان أليف آخر لا نجاسة فيه ولا حرمة، فلا ألحق بنفسي أذى لا في الدنيا ولا في الآخرة.