أولا : يجب أن يعلم أن هناك فرقا بين النبي والرسول :
فالنبي هو الذي أوحي إليه ولم يؤمر بتبليغ رسالة على قول بعض العلماء ، أو أنه الذي نزل تأكيدا لشريعة الرسول الذي قبله على القول الآخر - وهو أرجح - .
أما الرسول فهو الذي أوحي وأمر بالتبليغ على قول ، أو الذي أرسل بشرعة جديدة أو مجددا لبعض شرعة الرسول الذي قبله أو إلى قوم لم يأتهم رسول قبله .
ومقام الرسول أعلى وأفضل من مقام النبي ، وكل رسول نبي وليس كل نبي رسول .
ثانيا : اتفق العلماء على أنه لم يكن هناك رسول من النساء وهذا إجماع بين العلماء .
ولكن اختلفوا هل كان هناك نبي من النساء؟
فذهب ابن حزم وقلة من العلماء إلى نبوة بعض النساء مثل مريم بنت عمران عليها السلام ، وهذا القول ضعيف ومخالف لما عليه جماهير العلماء ، والصحيح أنه لم يكن هناك نبي من النساء أيضا .
ثالثا: الحكمة من عدم اختيار نبي أو رسول من النساء :
- أولا : هذا اختيار الله وإرداته وهو سبحانه لا يسأل عما يفعل ، وإن كان له في ذلك ولا شك الحكمة التامة الباهرة ، فحاشاه سبحانه عن العبث أو الظلم .
- ثانيا : خلاصة الحكمة التي يمكن تلمسها في هذا الأمر ترجع إلى أمر واحد وهو أن مهمة النبوة والرسالة لا تتناسب مع خلق المراة ومؤهلاتها ووظيفتها التي خلقها الله بها ولها ، بينما تتناسب مع خلق الرجل ودوره في الحياة ، وهذا لا يعد نقصا في المرأة ولكنه وضع للشيء في محله المناسب .
قال الشيخ عمر الأشقر رحمه الله في كتابه الرسل والرسالات :
(إن الرسل من الرجال دون النساء لحكَم يقتضيها المقام ، فمن ذلك :
1. أنّ الرسالة تقتضي الاشتهار بالدعوة ، ومخاطبة الرجال والنساء ، ومقابلة الناس في السرّ والعلانية ، والتنقل في فجاج الأرض ، ومواجهة المكذبين ومحاججتهم ومخاصمتهم ، وإعداد الجيوش وقيادتها ، والاصطلاء بنارها ، وكل هذا يناسب الرجال دون النساء .
2. الرسالة تقتضي قوامة الرسول على من يتابعه ، فهو في أتباعه الآمر الناهي ، وهو فيهم الحاكم والقاضي ، ولو كانت الموكلة بذلك امرأة : لَمْ يتم ذلك لها على الوجه الأكمل ، ولاستنكف أقوام من الاتباع والطاعة .
3. الذكورة أكمل ، ولذلك جعل الله القوامة للرجال على النساء ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ) النساء/ 34 ، وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنّ النساء ( ناقصات عقل ودين ) .
4. المرأة يطرأ عليها ما يعطلها عن كثير من الوظائف والمهمات ، كالحيض والحمل والولادة والنفاس ، وتصاحب ذلك اضطرابات نفسية وآلام وأوجاع ، عدا ما يتطلبه الوليد من عناية ، وكل ذلك مانع من القيام بأعباء الرسالة وتكاليفها)
والله أعلم