لماذا لم نعد قادرين على الاستمتاع بالأشياء التي كنا نستمتع بها في الماضي؟

حضّر/ي قهوتك ☕️ للإجابة، سأُخبرك لماذا كما تُريد، لكن أتمنّى أن تُركّز على نهاية الإجابة سأُقدّم المُساعدة بما أستطيع. 

هذا الشيء الذي تمرّ فيه اسمه "انهيدونيا" وهو عدم القدرة على الاستمتاع بشيء كُنت تستمتع فيه، وغير مُستبعد أنّك مُصاب بها عَرَضيًّا فقط بسبب الوباء وهذه الأيّام الصّعبة علينا جميعًا.

ما هو سبب الانهيدونيا؟
بحسب موقع Real simple وبحسب ما يتّفق عليه الكثير من أطبّاء النّفس يمكن أن يكون بسبب دوافع خفيّة، مثل مرور الإنسان بنوبات اكتئاب متكرّرة أو خيبات فيشعر بأنّه لا جدوى ممّا يقوم به فيفقد اللذّة التي كان يشعر بها.
وربّما يكون بسبب الرّؤية السّوداويّة، وحتّى يكون في بعض الأحيان مصحوب لحالات ارتفاع ضغط الدّم ونوبات صرع.
هذه الأسباب الرئيسيّة تُخل في توازن الدوبامين في الجسم، تحتاج تشخيص من قبل طبيب حتى يصف لك مضادّات اكتئاب.
هذا ملخّص عن الانهيدونيا وبإمكانك القراءة عنها بالتّفصيل عبر هذا الرّابط حتّى لا أُطيل في الإجابة
https://caramellaapp.com/oxygeen94/UxeM01Eo/anadam-mshaar-almtah-alanhydwnya

ما دفعني للإجابة على سؤالك هو تعاطفي مع ما يحدث لنا جميعًا في ظلّ الظّروف الوبائية الدنيئة. 

بحسب ما استنتجته بعد أن حاولت التّفاهم مع دماغي، فإنّ حالة فقدان الجدوى حدثت لأنّنا أشبعنا أنفسنا فكرة انتهاء العالم وقدوم النّيازك والحرب النّووية، وما شاء الله وكان على وسائل الاعلام المُحيطة بنا، كوارث في كوارث، لا تنسى أنّ هذا كلّه عزّز فكرة انعدام الجدوى في لا وعينا وأجبرنا على التّفكير بعدميّة، وأشغل أدمغتنا واستنزفها دون أن نحسّ، القليل من الوعي لدينا يجب أن يُبعدنا عن كل إنسان أو وسيلة تواصل تُغذّي لدينا منسوب التّشاؤم، ونقترب من كلّ إنسان ووسيلة يشعرنا بقيمة ما نفعل، نقترب من البُسطاء الذين يُعطون لأبسط الأشياء قيمة ويستمتعون بها، ولا تنسى اضطراب النّوم وادمان الكحول يساهم في إخلال توازن الدّوبامين أيضًا، القليل من التّنظيم لحياتك، والقليل من الأشخاص الإيجابيّين، وشويّة أغاني وأكلات تُحبّها، ستكون كافية لإعادة الدفئ إلى حياتك فيعود لديك الشّغف واللذة والاستمتاع، والله كُلّ التّضامن أُستاز/ة ❤️. 

الزيادة في الشيء كالنقصان فيه, الاشياء التي كنت تستمتع بها في الماضي, من الممكن ان تكون قد استهلكتها فزال رونقها, رونق الاشياء الجديدة, عظمة أول مرة في كل شيء, الا تلاحظون ان اول مرة من كل شيء هي اجمل مرة؟ بعد ذلك تكرار الشيء يجعله عاديا وغير مميز, او غير مثير للحماس, وهذا شيء طبيعي كلنا نشعره في كل نواحي الحياة, في العلاقات, انواع الطعام, الملابس, تكرار الايام, حتى تكرار الاوجه التي نراها كل يوم, يصبح الشيء عاديا ثم غير مهما ثم مقيتا.
نحن كائنات غير راضية عن شيء ابدا, كائنات ناقمة وجائعة طول الوقت, ربما لم يعد يكفينا ما امتعنا في الماضي, نريد الاكثر والاجمل والاحدث, نحن طماعون بالفعل ولكن هذه طبيعتنا, نحن مخلوقات متغيرة متطورة دائما نخترع الاقوى والافضل ودائما نريد الاقوى والافضل.
رأيي الشخصي في هذا الموضوع, ان السبب هو عالم السرعة, التكنولوجيا سرقت الروح من كل شيء, فعليا كل شيء نريده في اي وقت نستطيع الحصول عليه او القيام به بكل سهولة بسبب الانترنت اليس كذلك؟ اين متعة البحث والانتظار ؟ اين روح المتعة التي عاشها اباؤنا واجدادنا فيما مضى حين كانت كل ملذاتهم تتحقق بعد جهد ووقت طويل, بالتالي يزيد تشوقهم وتزيد قيمة الشيء نفسه. العالم يتحرك بسرعة, كلنا منشغلون, حتى الاشياء التي نستمتع بها الان تزول بسرعة, وما ان يأتي شعور المتعة حتى يضمحل بفرقعة اصابع.
لدينا ايضا الانهيدونيا, هي عارض من اعراض الاكتئاب يفقد فيها الشخص رغبته في الاشياء التي كان يحبها, ويواجه صعوبة في الاحساس بالمتعة او اللذة سواء جسديا او اجتماعيا.
قد تكون الانهيدونيا عارض لامراض نفسية اخرى غير الاكتئاب, وقد يملكها الشخص بدون امتلاكه لأي مرض نفسي, كحالة نفسية مستقلة.
ينسحب الشخص المصاب بها من المجتمع بشكل تدريجي, يتراجع من علاقاته الاجتماعية مع تناقص في المشاعر تجاه الاخرين وتجاه نفسه, يميل الشخص ايضا الى تزييف مشاعره امام الاخرين, يفقد اللذة الجسدية عند تناول الطعام او ممارسة الجنس, وتزيد احتمالية تعرضه للامراض. تحدث الانهيدونيا كما قلنا مسبقا بمرافقة امراض نفسية, أو بسبب ادوية معينة, او بسبب كمية كبيرة من التوتر والقلق او التعرض لصدمة نفسية او اهمال نفسي. (1)

Anhedonia: Symptoms, Treatment, and More (healthline.com)

ربما هناك من لمس تلك الأشياء الممتعة بيده السوداء.. أو لحظه لمستها.. وهكذا الأشياء التي كنا نحبها نصبح نكرهها أو لا نستمتع بها.