حسناً، التطور (التغير) بمفهومه الشامل يتضمن جانبين :
- الجانب الأول التطور هو التغير الذي يحدث للكائنات الحية بما فيها الإنسان إذ أنه تغير أو قد يتغير مع مرور الزمن.
- أما الجانب الآخر وهو التطور الكبير حيث أن الأجناس تتفرع أو تتطور من الأخرى.
فكرة هذا التطور (الكبير) تحدث عنها العلماء منذ القدم كأرسطو وأفلاطون وغيرهم من العلماء اليونانيين قبل أن يؤسس لها تشارلز داروين عالم الأحياء الشهير، ومنهم فلاسفة وعلماء مسلمين كالجاحظ في كتابه الحيوان حيث تناول هذه الفكرة من جانبها العلمي.
سوف أذكر لك بعض الأفكار الرئيسية التي نصت عليها نظرية التطور العلمي :
- تبين هذه النظرية كيف تطورت وتنوعت الموجودات الحية من الموجودات السابقة وكلها يعود في النهاية إلى كائن ذي خلية واحدة، فتشرح النظرية كيف حدث التطور من هذه الخلية الواحدة إلى خلايا عديدة وتعقدت بصورة أكبر وتفرعت.
- الإنتخاب أو الإنتقاء الطبيعي و ببساطة هو أن الكائنات الحية الجديدة قد تورث صفات معينة تجعلها أوفر حظاً في البقاء والعيش من خلال بعض التغيرات والطفرات العشوائية التي تحدث.
من المهم أن تُدرك أنّ هذه النظرية لا تشرح سبب وجود الكون ولا عن طبيعة الوجود ، ولكنها تبين الكيفية التي تنشأ فيها أشكال جديدة من أشكال سبقتها.
هناك عدة أسباب لعدم تدريس نظرية التطور العلمي في مناهجنا العربية إجتماعياً ثقافياً و دينياً مع العلم أن بعض معلمين الأحياء أو مواد العلوم بشكل عام يتطرق لهذا الموضوع في بعض الأوقات،
واحدة من هذه الأسباب أن نظرية التطور أثارت جدل كبير ما بين مؤيد باعتبارها حقيقة علمية مسلمة ومعارض باعتبارها ثغرات في البناء العلمي.
هنالك أسئلة كثيرة مثلاً كيف بدأت الحياة على الأرض أو كيف نشأت الأجناس المختلفة من الكائنات الحية، من المؤكد أن هذا النوع من الأسئلة تثير إنتباه كل البشر خاصة الطلاب في المرحلتين الإعدادية والثانوية فمثل هذه التساؤلات بالتأكيد أنها مهمة عندهم ويتمنوا لو يحصلوا على إجابات مقنعة ومقبولة لها؛ لذا السبب الآخر لقلة الإهتمام بمثل هذه النظريات هو إفتقار الناس (أقصد هنا بالدرجة الأولى المسؤولين عن وضع وتحديد المناهج التعليمية في المدارس) إلى الفضول الإنساني العلمي الذي يؤدي إلى البحث ووضع إجابات راشدة بالمنطق والعقل توصل الطالب إلى الأمن النفسي والعلمي تجاه هذه النظرية على وجه الخصوص بغض النظر عن كونك تتعارض أو تتفق لما فيها من أفكار.
بالإضافة إلى افتقار الناس للفهم العلمي الصحيح لهذه النظرية، ففي المرات التي ذُكرت أمامي نظرية التطور سواء في المدرسة أو الجامعة بالنسبة لي كانت تنص حرفياً على أن أصل الإنسان قرداً بدون توضيح لنصوص النظرية بالتالي ستتشكل علامة استفهام كبيرة ورفض للحديث عنها، مع أن لها قبول كبير بين علماء الأحياء بالرغم من أختلافهم مع بعض تفاصيلها.
المصادر :
Evolution
scientific theoryEvolution Education Around the Globe - College of Biological ...