لماذا لا تجوز الصلاة إلا باللغة العربية على عكس بقية الديانات؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٣٠ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 لأن القرآن الكريم نزل باللغة العربية الفصحى وهو كلام الله تعالى، ولا يجوز لنا أن نغير فيه حرفا أو كلمة ولا أن نحرف هذا الكلام بترجمته إلى لغات أخرى ولا يجوز لنا قراءة القرآن الكريم إلا باللغة العربية.

- فالصلاة تحتوي على قراءة آيات وسورة من القرآن الكريم وأنها لا تصح بدون قراءة سورة الفاتحة.

وقد قال ابن قدامة في المغني:

ولا تجزئه القراءة بغير العربية ولا إبدال لفظها بلفظ عربي، سواء أحسن قراءتها بالعربية أو لم يحسن، وبه قال الشافعي وأبو يوسف ومحمد. وقال أبو حنيفة: يجوز ذلك. وقال بعض أصحابه: إنما يجوز لمن لم يحسن العربية.

وهناك عدة أسباب لا تصح ولا تجوز الصلاة إلا باللغة العربية نذكر منها:

أولا: أنه لا تصح قراءة القرآن بغير العربية؛ لأن القرآن لو ترجم لم يكن قرآنا، بل هو تفسير للقرآن.

ثانيا: لأن اللغة العربية هي لغة البلاغة، فقد سمى الله القرآن بالحكم، لقول الله تعالى: (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ) سورة الرعد آية: 37.


ثالثا: أن بقراءة وتلاوة القرآن الكريم يأخذ المسلم على كل حرف بحسنة، والحسنة بعشرة أمثالها. كما نعلم ولو تُرجم القرآن الكريم لزاد عدد حروفه أو نقص.
 فقد صح عن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: (مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعشرة أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ)، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي".


رابعا:
لو سمح للمسلمين بأن يصلوا ويقوموا بقراءة القرآن الكريم بلغات عديدة فسوف يؤدي ذلك إلى تحريف وإلى خلل كبير في معاني القرآن لأن الناس سيختلفون في الترجمة وعلى ذلك سوف يتشتت المسلمون.

خامسا: الله تعالى قد تعهد بحفظ كتابه من التبديل والتحريف فقال الله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) سورة الحجر آية: 9
ولو أن كل شخص قرأ القرآن بلغته الخاصة لأدى ذلك إلى تحريف القرآن، ومن هنا فإن الله تعالى حفظ كتابه من خلال اللغة العربية.

 سادسا: أن اللغة العربية هي اللغة التي كان يتكلم بها خير البشر وأفضلهم عند الله وهو النبي صلى الله عليه وسلم،
واللغة العربية هي لغة أهل الجنة، وبأن لها مميزات كثيرة فهي اللغة التي يفهمها العقل، وتؤثر على خلايا الدماغ، وهذه النظرية تحتاج لإثبات علمي، ولكننا نعتقد بها لأن الله تعالى أخبرنا أنه أنزل القرآن باللغة العربية بهدف الإيضاح والفهم وحسن التدبر.

سابعا: إن القرآن الكريم هو معجزة باللفظ والمعنى فإذا غُير، خرج عن نظمه، فلم يكن قرآنا، ولا مثله، وإنما يكون تفسيرا له، ولو كان تفسيره مثله لما عجزوا عنه لما تحداهم بالإتيان بسورة من مثله، أما الإنذار، فإنه إذا فسره لهم كان الإنذار بالمفسر دون التفسير. 

وننوه على أنه يجوز أن نترجم معاني القرآن الكريم (أي تفسير معنى الآيات الكريمة للفهم) إلى اللغات الأخرى لتفسير المعنى وتعليم المعنى حتى يتعلم أصحاب اللغات غير العربية معاني كلام الله تعالى

ولكي ينتشر الإسلام بكافة الأرض ولكي يستفيدوا من الأحكام والعبادات الموجودة في كتاب الله تعالى 
ولكن ينبغي عليهم أن يتعلموا لفظ وقراءة القرآن الكريم لكي يتمكنوا من قراءته في الصلاة وفي خارج الصلاة باللغة العربية،

وينبغي على العلماء الذين لديهم دراية وخبرة صحيحة باللغات الأخرى أن يترجموا معانيه إلى إخوانهم المسلمين ليفهموه، وهكذا لغير المسلمين للدعوة إلى الله، وبيان أحكام الله حتى يعلم غير المسلم حقيقة القرآن وما فيه من العلم، فيكون ذلك سبباً لدخوله في الإسلام. 

والله تعالى أعلم.