تؤدي إلى تنوع اللغات حول العالم عوامل كثيرة ومتداخلة. أهمّها أنّ الإنسان تنقّل مع مرور الزمن تنقّلًا مستمرًّا عبر مساحات مختلفة ومتباعدة. مع هذا التنقّل المستمرّ، وتفرّق المجموعات البشرية في أماكن متعدّدة، تنشأ الاختلافات في اللهجات التي قد تنحدر في بعض الأحيان من لغة مجموعةٍ مشتركة، وتصبح هذه الاختلافات أكثر وضوحًا مع مرور الوقت لتنشأ عنها لغات منفصلة، لكنّها قد تبقى مترابطة ومتّصلة بطريقةٍ ما.
الحرب عاملٌ آخر مهمّ للتنوع اللغوي عبر العصور. تندلع الحروب فتؤدّي إلى تهجير شعوب معيّنة أو انقسامها، ممّا يؤدي بطبيعة الحال إلى انقسام لغاتها وتفرّقها. وكما تؤدّي الهجرة إلى تطوير لغاتٍ جديدة، فقد تؤدّي الحروب وما أشبهها في تأثيره إلى انقراضِ لغاتٍ كاملة على المدى البعيد؛ خاصّةً في حالات الاستعمار، إذ يُجبر المحتلّون على استخدام لغة المحتلّين والتخلّي عن لغتهم الأصيلة.
ولا يمكن بالطّبع إغفال أثر الجغرافيا، واختلافات التّضاريس والمناخ وتأثيرهما على كيفية توزّع المجموعات البشرية في أماكن مختلفة على اختلاف لغاتها ولهجاتها.