سيدنا عمر بن الخطّاب رضي الله عنه أمير المؤمنين خليفة المسلمين كان معروفا بشدة الورع والتقوى وهو مع كونه من المبشَّرين بالجنّة كان شديد البكاء كلما تذكّر موقفا من الجاهلية وذلك لشدّة خشيته من الله تعالى وعظيم حيائه منه جلَّ وعلا على ما كان قد بدرَ منه ما قبل إسلامه مما يتنافى مع طاعة الله ورضاه.
ورغم أنَّ الإسلام يجبُّ ما قبله إلّا أن سيدنا عمر رضي الله عنه بعد ما عرف الله على الحقيقة وشعر بجلاله سبحانه هيمن عليه حال الحياء والتعظيم لله فصار كلمت ذكرَ موقفا من مواقف الجاهلية استحيى من ربه فبكى وهذا مقام رفيع في الورع والتقوى أصبح نادرا في زماننا هذا الذي قد سمّاه البعض بحقّ زمان الجاهلية الثانية.