يتساءل الكثيرون من مربي الببغاوات هذا السؤال، وفي الواقع هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى أن يتصرف الببغاء بذلك، وغالباً يشخصها الأطباء على أنها حالة عصبية تصيب الببغاء بسبب غريزته، فجميع طيور الببغاوات تحتاج إلى قضم وتكسير الأشياء حتى تحافظ على منقارها وهذا شيء غريزي. ومن مبدأ الوقاية خير من قنطار علاج، فننصحك بوضع بعض الأغصان الصغيرة ليقوم بقضمها بدلاً من أظافره وبهذا يمارس غريزته بشكل مريح دون أن يؤذي نفسه.
وقد يعود هذا التصرف لأسباب أخرى، منها: العارضة التي يقف الببغاء عليها والتي تسمى (المجثم)، حيث يستخدم البعض مجاثم معدنية أو بلاستيكة، وهذا خاطئ، فالمجاثم المعدنية تتأثر درجة حرارتها بحرارة الغرفة أو البيئة المحيطة بالتالي تتأثر بالحرارة أو البرودة التي يسببها المكيف وهذا حساس بالنسبة للبغاء، فلا يستطيع التأقلم مع تغير درجة الحرارة حيث أن قدم الببغاء من أهم الأعضاء المخصصة لتكييف حرارة جسمه سواء في رفعها أو خفضها.
فيُنصح أن تكون العارضة مصنوعة من الخشب وذلك لأن درجة حرارة الخشب لا تتغير بالسرعة التي يتغير بها المعدن أو البلاستيك، كما وتكون أقرب للطبيعة فتشبه الأغصان وهذا يكون إيجابي بالنسبة للبغاء. إضافة إلى كون مادة البلاستيك تسبب مشاكل صحية للطائر.
فضلاً عن المادة المصنوع منها المجثم، فإن قطره يجب أن يتناسب مع حجم الببغاء وحجم تجويف رجليه، فرجلي الببغاء تتكونان من أربع أصابع، اثنين منها متجهان إلى الأمام، واثنين متجهان إلى الخلف يمكّنانه من الإمساك بالأشياء بإحكام. وعندما تختار عارضة متباينة القطر تتيح للبغاء اختيار الموقع الأنسب له فيقف عنده.
قد يكون السبب وراء ذلك هو بعض الأمراض أو العوارض، ونذكر منها:
· الالتهابات والفطريات، والتي تكون ناجمة غالباً عن قلة النظافة، والتي تسبب الحكة فيكون قضم الببغاء لقدميه حينها ردة فعل طبيعية، وللوقاية من هذه الفطريات ينصح بتغذية الببغاء بغذاء يحتوي على كمية وافرة ومفيدة من فيتامين A، والموجودة بحبوب دوار الشمس، وببعض الخضراوات كالجزر. أما إذا ظهرت الفطريات فصار عليك علاجها، ويمكن ذلك بالمطهرات مثل الأيودين إما عن طريق الرش المباشر لأماكن الإصابات أو عن طريق لف قطعة قماش على المجثم وتبليلها بالمطهر والمعقم كل فترة.
·هناك أيضاً مرض النقرس، وهو من أكثر الأمراض التي قد تؤدي لحالة الببغاء هذه، ويمكن علاجه بالفقرة السابقة بالتغذية السليمة وتعويضه بمركب بيتا كاروتين بعد عرضه على الطبيب البيطري الذي سيتابع حالته بنفسه.
·التسمم، فعند قصك لأظافر الببغاء قد تفعل ذلك إلى حد أن تسبب لها النزيف، وهذا يفتح مجالاً لأن يتلوث الجرح، بسبب معدات غير نظيفة أو أن يكون القفص غير نظيف، فيتلوث بلمسه مواد كيميائية أو ملوثة أو الفضلات وغيرها، مما يؤدي إلى التهاب الجرح وتسمم قدمه بالتالي قضمها.
·إذا لاحظت بقع بيضاء أو صفراء في بعض أماكن الجلد لدى الببغاء خاصة تحت الأجنحة وفي الجانبين وباطن القدم، فربما يكون الببغاء مصاباً بمرض الكبد، والناجم عن تناول الببغاء جرعات زائدة من الأدوية والفيتامينات وهذا يؤدي بدوره إلى تورم الأقدام والأصابع والتي ينشأ عنها الحساسية المسببة للحكة والآلام مما يحدو بالببغاء بقضم أظافره ليتخلص من شعوره السيئ هذا.
فاحرص على توفير بيئة مناسبة للببغاء تحسن من حالته المزاجية وتلهيه عن الشعور العصبي، ووفر له عارضة خشبية بأقطار متباينة ليختار الوقوف على أي نقطة يشاء منها، كما وفر له بعض الأغصان الصغيرة حتى ينشغل بقضمها عما سواها.
احرص على نظافة الببغاء والقفص والمواد والأدوات التي تستخدمها معه، واتبع نظام غذائي يوفر له العناصر الغذائية الهامة دون إفراط أو تفريط.
اجعل لنفسك وببغائك زيارة دورية عند الطبيب البيطري لتطمئن عن صحته، واتبع تعليمات الطبيب بعناية في حال أعطاك أدوية أو فيتامينات، بحيث تعطي طائرك الجرعة المناسبة في الوقت المناسب فلا تكون النتيجة عكسية.