لماذا قال الله تعالى "لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر" وليس العكس؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
٣٠ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الآية المقصودة هي قوله تعالى في سورة يس (لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40)).
 
قد تكون الحكمة من ذلك هي الإشارة إلى أن سرعة جريان القمر ودورانه أعلى من سرعة دوران الشمس، وبالتالي فإن الشمس تعتبر كأنها وراءه وهي التي يتصور أن تدركه، فنفى الله إمكانية إدراك المتأخر - وهي الشمس- للمتقدم - وهو القمر -.

فإنه لا يقال عن الشيء أنه أدرك غيره إلا إذا كان وراءه، أما السابق والمساوي للشيء فإنه لا يقال له مدرك.

وقد أشار إلى ذلك الزمخشري في تفسيره حيث قال: (فإن قلت: لم جعلت الشمس غير مدركة، والقمر غير سابق؟ قلت: لأنّ الشمس لا تقطع فلكها إلا في سنة، والقمر يقطع فلكه في شهر، فكانت الشمس جديرة بأن توصف بالإدراك لتباطؤ سيرها عن سير القمر، {والقمر} خليقاً بأن يوصف بالسبق لسرعة سيره..).

وقد أثبت العلم المعاصر ذلك حيث إن سرعة جريان القمر أكبر من سرعة جريان الشمس:

- فسرعة جريان القمر هي 18 كم في الثانية.
- بينما سرعة جريان الشمس هي 12 كم في الثانية.

فنفي الإدراك عن الشمس للقمر وليس العكس فيه إشارة إلى أن الشمس أقل سرعة من القمر.

والعلم المعاصر كذلك تبين له أن كل كوكب ونجم في السماء له مداره الخاص به الذي يجري فيه فالشمس لها مدارها الخاص والقمر له مداره الخاص والأرض لها مدارها الخاص، فليس هناك اضطراب أو اختلاط يمكن أن يؤدي إلى تصادم أو اختلال في الكون.

وقد عبر القرآن عن هذه الحقيقة بأوجز عبارة لما قال سبحانه (وكل في فلك يسبحون).

ثم في هذه الآية إشارة إلى حقيقة أخرى أثبتها العلم المعاصر أيضاً وهي كروية الأرض، لأنه ما دام أن الليل والنهار موجودان في وقت واحد على الأرض ولا يسبق أحدهما الآخر فهذا يعني أن الأرض كروية بحيث يكون الليل على جهة والنهار على جهة أخرى منها.

والآية تشير إلى حقيقة علمية أخرى وهي جريان الشمس وحركتها وقد كانوا قديماً يعتقدون أن الشمس ثابتة لا تتحرك، حتى جاء العلم الحديث وبين حقيقة أن الشمس لها مدار تجري فيه شأنها شأن سائر النجوم.

فسبحان من جمع في هذه الكلمات القليلة العدد هذه الحقائق العلمية التي تكتب في كتب ومجلدات!