سؤالك يقودني إلى رحلة السفر الأولى والوحيدة التي قُمت بها، حيث توجهت إلى مصر على متن أحد الخطوط الجوية، وبمجرد صعودي إلى الطائرة وجلوسي في المكان المخصص، باشرت بالاستماع إلى أحد الأغاني المفضلة، كما التقطت صورة من نافذة الطائرة وحاولت إرسالها إلى أحد الأصدقاء، ولكن ما فاجئني، اقتراب مضيفة الطيران لتخبرني: "يرجى إغلاق الهاتف النقال!".
شعرتُ باستغرابٍ شديدٍ حينها وتساءلتُ: لماذا يتم منعي من توثيق اللحظة التي انتظرتها طويلًا؟ لكنّني وبعد الإقلاع، استرقت النظر حتى تأكدت أني بأمان من عيون المضيفة، إلّا أنها باغتتني وقبضت عليّ بالجرم المشهود، ذلك ترك في خاطري تساؤلات عن سبب إلحاح المضيفة بضرورة إغلاق الهاتف، ما دفعني للبحث، دعني أخبركَ بأهم الأسباب التي وجدتها:
- عدم إزعاج المسافرين: من يقومون بالسفر، خاصةً أولئك الذي يركبون الطائرة أول مرة، غالبًا ما يشعرون بتوتر شديد ويتحسّسون من أيّ مؤثر حولهم، مثل أصوات الموسيقى أو الصوت الصادر من هاتفكَ أثناء التقاط صورة، أو حتى ضوء الهاتف، وذلك من الممكن أن يزيد شعورهم بالتوتر.
- هاتفكَ يُشوّش على أجهزة اللاسلكي: إشارة هاتفكَ تزداد كلما ارتفعت الطائرة لأعلى، يرجع السبب إلى أنه يستقبل إشارات من أكثر من مصدر (برج اتصالات) في آنٍ واحد، ما يُحدِثُ تداخلًا بين إشارات الهاتف وأجهزة اللاسلكي، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث مشاكل أبرزها تشويش الاتصالات ما بين الطيار والمحطات الأرضية.
الجدير بالذكر أنّ العديد من شركات الطيران بدأت تلاحظ مدى انزعاج المسافرين من الإجراء الذي يعتبرونه قاسٍ، حيث أخذت على عاتقها تجهيز طائراتها بأنظمة تسمح بإجراء المكالمات الصوتية وإرسال النصوص على متن الطائرة، ويُشار كذلك إلى أن الركاب يستطيعون استخدام أجهزتهم الإلكترونية، بما في ذلك الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، خلال الرحلة بأكملها، ما دام أن الأجهزة تحولت إلى "وضع الطيران"، مع الإشارة إلى أن الهاتف بهذه الحالة سيفتقد إلى عدة خدمات، مثل توقف البث ومنع استقبال أي رسائل أو اتصال بالبلوتوث أو الواي فاي، ويختلف مدى ذلك تبعًا لشركة الطيران التي تُسافر عليها، كما يجب التأكد على أن بعض شركات النقل الجوي متشددة في هذا الجانب لدرجة أن تطلب منك تسليم الهاتف! لذا أنصح باختيار الشركة التي ستسافر على متنها بعناية.
45 مشاهدة
