لم يضرب أبو بكر الصديق رضي الله عنها ابنته عائشة رضي الله عنها وإنما هم بذلك وأراد لطمها لما دخل عليها فسمعها ترفع صوتها على رسول الله ، فغضب منها وأراد ضربها تأدبياً لها فمنعه رسول الله وحجزه عنها .
والقصة رواها أبو داود في سننه عن النعمان بن بشير الأنصاري رضي الله عنه قال :
" اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ عَالِيًا ، فَلَمَّا دَخَلَ تَنَاوَلَهَا لِيَلْطِمَهَا، وَقَالَ : أَلَا أَرَاكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْجِزُهُ ، وَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُغْضَبًا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ : كَيْفَ رَأَيْتِنِي أَنْقَذْتُكِ مِنَ الرَّجُلِ ؟ قَالَ : فَمَكَثَ أَبُو بَكْرٍ أَيَّامًا ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَوَجَدَهُمَا قَدِ اصْطَلَحَا ، فَقَالَ لَهُمَا : أَدْخِلَانِي فِي سِلْمِكُمَا ، كَمَا أَدْخَلْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَدْ فَعَلْنَا ، قَدْ فَعَلْنَا )"
والقصة حسنها جمع من العلماء .
وهذه القصة فيها دلالة على عظيم خلق النبي عليه السلام ، ودرس عظيم للأزواج في كيفية المعاشرة بالمعروف لأزواجهن باحتمال زلاتهن وأخطائهن وعدم التدقيق عليها ، فاحتمال الرجل أخطاء زوجته وزلاتها ليس فيه أي غض من مهابة الرجل أو نقص في رجولته او حط منها كما قديظن البعض جهلاً ،بل فيها دلالة على حقيقة رجولته وحسن خلقه ز
فهذا خير البشر وأعظمهم منزلة ومهابة وهو الرسول الكريم يحتمل من عائشة وهي تصغره بسنواتكثيرة رفع صوتها عليه ويدفع عنها أمام أبيها ،فصلى الله على من هو على خلق عظيم .
والله أعلم