إذا أردنا أن نتحدّث عن أصل كلمة التكنولوجيا لغوياً، فهي كلمة أعجمية ذات أصل يوناني، وهي مُكونة من مقطعين "tekne" والتي تعني مهارة أو فن، والمقطع الثاني هو "logos" والتي تعني دراسة أو علم أو معرفة.
وقد صيغَ المقطعين بكلمة واحدة فأصبحت "تكنولوجيا"، وهي بمعنى علم التطبيق.
التكنولوجيا هي مجموعة المعرفة والمهارات والخبرة والتقنيات التي يتم من خلالها إحداث تغيير في البيئة المُحيطة وتحويلها واستخدامها من أجل إنشاء أدوات وآلات ومنتجات وخدمات تلبي احتياجاتنا ورغباتنا.
جميع الأشياء من حولنا في حياتنا اليومية هي نتاج للتطورات التكنولوجية المختلفة التي تطورت على مدى قرون من وجودنا، حيث قُمنا بتحويل الموارد الطبيعية لجعل الأدوات والآلات التي تجعل حياتنا أكثر سهولة، وترضي فضولنا ورغبتنا في التميز. تعد أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية والقاطرات والسيارات والطائرات والمصباح والرقائق الدقيقة وغزو الفضاء معالم بارزة في أحدث تقنياتنا.
لا توفر التكنولوجيا أشياء أو سلعًا مادية فقط مثل أجهزة الكمبيوتر أو المركبات الفضائية، بل تشمل أيضًا كل تلك المنهجيات والسلع غير الملموسة التي تلبي احتياجاتنا ورغباتنا، وبناء على ذلك يمكن تصنيف التكنولوجيا إلى نوعين:
- Hard Technologies: هي تلك التي تقدم لنا أشياء ملموسة، وهي مرتبطة بمجالات الفيزياء والكيمياء.
- Soft Technologies: هي تلك التي تمنحنا أشياء غير ملموسة، وهي مرتبطة بالاقتصاد والإدارة وعلم الاجتماع، مثل أنظمة المحاسبة المالية، وتطوير استراتيجيات الأعمال.
هناك طرق أخرى لتصنيف وتحديد التقنيات الحالية والتصنيفات على النحو الآتي:
التكنولوجيا المرنة Flexible Technology: تشمل مجموعة التقنيات التي يمكن استخدامها في العديد من مجالات التطبيق، تُستخدم الشريحة الدقيقة microchip مثلاً في منتجات متعددة مثل أجهزة التلفاز والهواتف وأجهزة الكمبيوتر والآلات وفي تطبيقات متعددة مثل الطب وأبحاث الفضاء.
التكنولوجيا الثابتة Fixed Technology: تشمل كل التكنولوجيا التي لا يمكن استخدامها إلا لمنتج أو منطقة معينة، مثل مبيدات الفطريات هي منتجات تستخدم فقط لإزالة البكتيريا والفطريات والفيروسات والعفن.
ليس هناك شك في أن التقدم التكنولوجي قد غيّر جذريًا طريقة تفكيرنا ووجودنا وعيشنا وكذلك البيئة المحيطة بنا. لقد قام الإنسان بالحفر في أعماق الأرض بحثاً عن المعادن اللازمة لتصنيع الآلات والأدوات، بالإضافة إلى تصنيع المُركّبات الكيميائية في المختبر والتي تفاعلت وغيرت البيئة.
لقد غيرت التكنولوجيا مفهوم الحرب وساحة المعركة مما سمح بإنشاء آلات وأسلحة فتّاكة بشكل متزايد مثل القنابل.
وبفضل التكنولوجيا والتقدم التقني والعلمي أصبح بالإمكان اكتشاف وعلاج الأمراض التي كانت قاتلة في السابق. وخلقت التكنولوجيا آلات تؤدي عملاً شاقًا وخطيرًا وتتطلب جهدًا كبيرًا للإنسان، بفضل التكنولوجيا أصبحت المعلومة في متناول الجميع من خلال الإنترنت، وأصبح العالم قرية صغيرة.