لماذا سمي جسر السنك بهذا الاسم؟

2 إجابات
profile/لينا-نواف-سماره
لينا نواف سماره
مهندسة في وزارة الإدارة المحلية (٢٠١٨-٢٠١٩)
.
٢٥ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
حسب اتفاق جميع المصادر، فإنَّ مصطلح (السنك) يعني (الذباب)، وهي كلمة تركية في الأصل، سبب تسميتها يعود لمزرعة البصل بالإضافة إلى زراعة أنواع الخضراوات الأخرى التي يتم استخدام السماد الحيواني لها، والذي لطالما يكون سببا في كثرة الذباب. 

ولأنَّ هذه الأراضي قد أُهملت بعد احتلال بغداد في سنة 656هـ – 1258م لذلك سيطر الذباب عليها واستوطنها على شكل غريب ومُلفت، وعندما جاء العثمانيون في سنة (1532 – 1918 م) صعقوا بواقع هذا المكان فتمَّ اطلاق عليها هذه التسمية للإشارة إلى كون هذه المنطقة كثيرة الذباب، وحسب المعلومات المتوفّرة فإنَّه بالإشارة إلى اسم (السنك)، كان يُذكر في سجلات المحكمة الشرعية في بغداد منذ القرن التاسع عشر. 

  • معلومات عن جسر السنك: 
- جسر السنك، هو أحد الطرق الرئيسية خلال نهر دجلة حيث يقسم المدينة ليؤدي إلى منطقة قريبة من المنطقة الخضراء المحصنة للمباني الحكومية والدبلوماسية. وبشكل موازي يمتد مع جسر رئيسي آخر، يُعرف بجسر الجمهورية. 

- مسمّى آخر لجسر السنك هو جسر الرشيد، مكان الجسر هو ضمن إثنى عشر جسر تقع على نهر دجلة في مدينة بغداد. 
- الطول الكلي للجسر يصل تقريباً 680 متر، وبعرض 20 متر. 

- تعرَّض الجسر لصدمات عديدة، حيثُ تم اغلاق الجسر في فترة من الفترات، وقد أُغلق جسر السنك جزئياً لأسباب أمنية بعد أن تحول إلى موقع اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين والشرطة في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، عندما اندلعت الثورة على مستوى البلاد. 

- وحصل وأن تمت إزالة الحواجز الخرسانية الضخمة والأسوار المعدنية باستخدام الرافعات وقام العمال بإزالة الحطام من عليه. خاصّة وأنَّ الجسر محصّن بجدران خرسانية شاهقة. 

- وبغداد تضم جسور كثيرة أخرى إلى جانب جسر السنك، وهي: 
  • جسر الصرافية. 
  • جسر الشهداء. 
  • جسر بغداد المعلّق. 
  • جسر ذو الطابقين. 
  • جسر الأئمة. 
  • جسر الأحرار. 
  • جسر 14 رمضان (جسر الأعظمية). 
  • جسر الجادرية. 
  • جسر الجمهورية. 
  • جسر باب المعظم. 
  • جسر المثنى (بغداد). 
 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة
سُمّي جسر السنك الذي شُيد في العام 1985 في عهد الرئيس السابق صدام حسين، ويبلغ طوله حوالي 680 متراً، وعرضه 20 متراً نسبة إلى منطقة السنك القابعة على جانب الرصافة من الجسر، حيث تقابله منطقة الصالحية من جانب الكرخ.

كما يعرف هذا النهر الواقع على نهر دجلة الذي يفصل بغداد إلى شطريها الكرخ والرصافة، باسم جسر الرشيد، وهو أحد الجسور الاثني عشر التي تربط القسمين البغداديين.

أما اسم السنك نفسه فهو تعريب مقتبس حرفياً من الاسم العثماني للمنطقة "Sinek" والذي يعني الذباب، حيث كان الذباب يكثر في المنطقة ذات الطبيعة الزراعية إذّاك والتي اشتهرت بزراعة البصل وغيره من الخضروات التي كان زارعوها يستعينون بالأسمدة الحيوانية للحصول على نتائج إيجابية في موسم الحصاد، وقد أدى الاستعمال الكثيف للأسمدة إلى كثرة تواجد الذباب فيها وإطلاق العثمانيين الحاكمين لتلك البلاد حينئذ (1532-1918) اسم "السنك" عليها.

كما أطلق الإنجليز الذين دخلوا المنطقة عام 1917 اسم "Flies" عليها كترجمة لمعنى اسمها التركي، قبل أن يجعلوا منها مقراً لقيادة القوات الإنجليزية في العراق لما للمنطقة من مركز متوسط في بغداد وإطلالة على ضفاف نهر دجلة الذي كانت البواخر والسفن الإنجليزية تمخر عبابه جيئة ورواحاً.

حري بنا أن نذكر أن أغلب البيوت والأزقة التراثية والتاريخية لمحلّة السنك مهملة، إن وجدت، حيث تعاني المنطقة من عشوائية وفردية في الترميم والعمران.
كما لجأ بعض قاطني هذه المنازل إلى هدمها وبناء أخرى على الطراز الحديث.

أما تاريخ المنطقة فيدلل على خصوبة أراضيها وعظيم بساتينها، حيث لا يكاد يُذكَر اسم لأحد أعلامها، إلا وكان مقروناً باسم بستان له في السنك، ومن أشهرهم الشيخ عبد القادر الكيلاني ومحمد بن جواد أودة باشي ومحمد علي خان النواب وزهو بنت حسين بن علو.

وعُرفت السنك بأنها من أفضل مناطق بغداد قاطبة خلال القرن الخامس الهجري، إذ ضمّت منازل القادة والوزراء والأدباء، وحَوَت خزائن الغلال في بغداد قبل أن يصيبها الخراب في بدايات القرن السابع الهجري الذي أدى إلى بيع أهلها لما بقي منها من طلل وساحات حتى أضحت المحلة قفراً لا يسكنه إلا القليل من سكانه كدار الوزير نظام الدين أبي نصر المظفر وزير الخليفة المقتفي بأمر الله. 
 
كما تشير المصادر التاريخية الى أن قسماً من أراضي محلة السنك كانت إبان فترة الحكم العباسي الذي اتخذ بغداد مقراً له، ضمن منطقة باب الأزج (باب الشيخ)، حيث إن تلك الأراضي الزراعية تدخل ضمن أوقاف الشيخ عبد القادر الكيلاني (1077 – 1166) قبل أن تتحول فيما بعد إلى مناطق سكنية بعد أن بنيت فيها المنازل وقطنتها مختلف الأسر والعائلات منذ النصف الأول من القرن التاسع عشر، حيث جاء أول ذكر لمنطقة (سوق السنك) في وقفية سيدة اسمها خديجة سنة 1820 ليكون هذا الذكر دليلاً على بداية انتشار العمران في هذه الأرض الزراعية، وقد كانت بغداد محصورة بين الباب المعظم ومحطة السنك، حيث تنتهي حدود المدينة عندها وتحديداً عند قصر الحاج ياسين الخضيري (الذي أصبح دائرة عقارات الدولة لاحقاً)، وقد ذُكر اسم (السنك) رسمياً في سجلات عام 1921، بينما يذكر أن عدد نفوس محلة السنك سنة 1917 حسب دفاتر المختار هو (748) نسمة، وقبل هذا كان اسمها محلة (الشط)، التي يُعتَقَد أنها تسمية تعود إلى العصر العباسي. 
 
أما واقع حال محلة السنك فيقول إن الخراب يعم أرجاءها وأن الإهمال طال منها كل عزيز وغالٍ وأن التراث الذي يملأ جنبات أزقتها ومنازلها لم يعد يستهوي المسؤولين الذين لا يعيرونها أي اهتمام كان، لا لتاريخها ولا لحاضرها أو حتى مستقبلها.