تم اكتشاف الراديوم عام 1898 على يد بيير كوري وزوجته ماري كوري في عينة يورانينيت حيث تمكن الزوجان من عزل اليورانيوم من المعدن فوجدوا أن المواد المتبقية ما زالت مشعة، فقاما بعزل عنصر البولونيوم "84" ثم عنصر الراديوم "88"، وفي عام 1910 تمكن الزوجان من عزل الراديوم كمعدن نقي عن طريق التحليل الكهربائي لمحلول كلوريد الراديوم النقي باستخدام مهبط الزئبق وكانت ماري كوري هي من ابتكرت طريقة فصل الراديوم عن نظائره المشعة، ويقاس النشاط الإشعاعي للمواد بوحدة "كوري".
فاز بيير كوري بجائزة نوبل في الفيزياء عام 1903 عن أبحاثه في النشاط الإشعاعي ولكنه رفض استلامها احتجاجا على عدم ترشح زوجته ماري كوري للجائزة وتجاهل مجهودها الكبير معه، فقرر مجلس الجائزة قبول ترشحها متأخرا ومنحت الجائزة معه وأصبحت أول امرأة تفوز بجائزة نوبل، ثم ترشحت لجائزة نوبل في الكيمياء عام 1911 وحصلت عليها للمرة الثانية.
وماري كوري عالمة فيزياء بولندية ولدت عام 1867 وتعرفت على بيير كوري أثناء دراستها للفيزياء في باريس وقررت دراسة الأشعة التي اكتشفها هنري بيكوريل والصادرة من عنصر اليورانيوم وكرست جل وقتها واهتمامها لأبحاثها وحظيت بمساعدة زوجها ودعمه.
عمل الزوجان معا بظروف صعبة وقاسية ولعدة سنوات حتى تمكنا من اكتشاف عنصري البولونيوم والراديوم وفصل الراديوم والحصول على العنصر النقي منه وقد سمي عنصر البولونيوم نسبة إلى موطنها الأصلي بولندا، وقادت أبحاثهما لاكتشاف الأشعة السينية والطاقة الذرية.
واستمرت في أبحاثها حتى بعد وفاة زوجها حيث كرست حياتها للاستفادة القصوى من الراديوم في مجال الطب فقامت بدراسة كيمياء المواد المشعة ونالت جائزة نوبل في الكيمياء للمرة الثانية تقديرا لجهودها وأبحاثها.
نتج الراديوم من تآكل اليورانيوم الطبيعي وهو النظير الأكثر شيوعا لليورانيوم وقد كان يستخدم في السابق في صناعة معجون الأسنان وكريمات الشعر والدهانات ذاتية اللمعان الموجودة في الساعات وأجهزة الاتصال والألواح النووية ومفاتيح الطائرات. ولكن تم ايقاف استخدامه في الستينات من القرن الماضي بعد اكتشاف أضراره على الجسم بسبب نشاطه الإشعاعي والمتمثلة بتحلل نخاع العظم والتسبب بفقر الدم وسرطان العظام. ويستخدم غاز الراديوم في الطب لإنتاج غاز الرادون المستخدم كعلاج للسرطان كما يستخدم من قبل البيولوجيين في دراسة علم الوراثة.