سبب خلق الله عز وجل السماوات والأرض في ستة أيام مع قدرته على خلق الكون كله بكل ما فيه بأمر واحد، هو ليعلم الإنسان التأني وعدم العجلة في الأمور، بل أن يتدبروا ويفكروا بتأني قبل الفعل أو التصرف.
لو نظرنا للموضوع بهذه الطريقة لن يكون الفهم صعباً، كل ما أخبرنا به الله عز وجل في كتابه الكريم، إنما هو ليرشدنا في حياتنا ولنعقله جيداً، وخلق الكون وما فيه جزء من هذا، ولقد دلت آيات كثيرة في القرآن الكريم على أهمية تدبر الخلق والتعلم منه، لأنه من آيات الله التي تقوي الإيمان في المقام الأول، ثم ليتعلم منها الإنسان ثانياً، وسبب خلق الله للسماوات والأرض في ستة أيام لنتعلم أن التأني أمر مهم جداً، أن أي عمل إنما ينبغي أن يكون له نظام معين يسير عليه، وأن العمل ليكون متقناً يحتاج لتريث ومثابرة ووضوح أثناء القيام به.
وإذا تابعت آية خلق السماوات والأرض في قوله تعالى:" وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا " سورة هود / 7، وفي الآية يقول لنا الله عز وجل أن خلقه للسماوات والأرض بهذه الطريقة، إنما ليتلينا ويختبرنا، من حيث أينا أحسن عملاً وأتقن له، لأن التعجل يؤدي إلى عدم اتقان العمل.
بالإضافة إلى كل ما سبق، فليس المدة التي خلق فيها الله السماوات والأرض وحدها ما تدل على ذلك، وإنما باقي الخلق، مما في السماء وما في الأرض، انظر مثلاً للنباتات والحيوانات حولك، كلها لتؤكد على هذه المعلومة، وكذلك ما في بطن الأرض من معادن ومواد يستفيد منها الإنسان، كلها تسير على نظام لتكون متقنة الصنع، وكلها تحتاج لتاني في العمل.
49 مشاهدة
