تعتمد الدول على الاقتصاد الأمريكي حيث يعد الأقوى في العالم بامتلاكه ربع الاقتصاد بالعالم، لذلك يعد الدولار العملة الأقوى الذي يبنى الاستيراد والتصدير في معظم أنحاء العالم عليه. وتقوم أيضا الدول بربط عملتها بالدولار لإعطاء عملتها القوة، أما الدول النفطية يتم الاتجار بالنفط عن طريق الدولار؛ لذلك تقوم الدول بمراقبة القرارات الصادرة عن البنك الفيدرالي نتيجة ارتباط اقتصادها وتعاملاتها وقوة عملتها على الدولار.
ربط العملة وخاصة بالدولار:
نجد أن الدول التي تربط عملتها بالدولار يوجد في بنوكها الاحتياط الكبير منه في خزينتها وهذا يعمل على إعطائه القوة الجيدة، وتستطيع أيضا هذه الدول الاستفادة من البنك المركز الأمريكي حيث تسهل عملية شراء السندات الأمريكية مما يساعدهم الحصول على الأموال في عمليات إعادة الشراء بسهولة كبيرة.
تعمل معظم الدول على ربط عملتها بالدولار لأسباب عدة أهمها:
1- يعتبر الدولار العملة الاحتياطية العالمية، حيث يتم التعامل بمعظم عمليات الاستيراد والتصدير في العالم بعملة الدولار؛ هذا يعطيه القوة والهيمنة مما يجعل الدول تسعى للربط لإعطاء عملتهم القوة.
2- تعمل بعض الدول على الربط بالدولار لتخفيض عملتها مما يساعد على تشجيع الاستيراد من هذه الدول مما يعني النمو والازدهار لهذه الدول.
3- الاستثمارات النفطية يتم معظمها بالدولار، لذلك تعتمد الدول على ربط عملتها لإتمام هذه الصفقات.
السياسة النقدية للبنك المركزي:
تهدف عملية السياسة النقدية وخاصة تلك سياسة السوق المفتوح على إحداث تضخم معقول لزيادة النمو وتجنب البطالة وزيادة الاستثمار في البلاد، وهذا ما يعمل عليه البنك المركزي للحفاظ على النمو وتجنب التضخم والبطالة في البلاد.
ماذا لو حدث تضخم في الولايات المتحدة؟
بالنظر إلى حجم الاستيراد الذي تقوم به الولايات المتحدة نجد أنها الدولة الأولى عالميا، لذلك إذا حدث ركود في الولايات المتحدة نجد أن اقتصاد دول كثيرة في العالم ينهار بسبب الركود الداخلي وعدم تصديرهم للموارد التي يمتلكونها مما يعمل أيضا على إحداث كساد في معظم البلدان.
نجد أيضا أن العمالة الأجنبية في الولايات المتحدة كبره جدا وفي حال حدوث التضخم نجد أن نسبة البطالة ترتفع مما يعني أن هذه العمالة الأجنبية لن تستطيع تحويل الأموال التي اعتادت أن ترسلها إلى بلدانهم الأم. وفي اسوء الأمور رجوع هذه العمالة إلى بلادهم وهذه تعني كارثة.
انخفاض قيمة الدولار وذلك يعني هروب المستثمرون سواء محليا أو عالميا من استثمار رؤوس أموالهم وتوجههم إلى عملات أخرى مما يعني أيضا انخفاض قيمة معظم العملات المرتبطة بالدولار أو انهيار الاقتصاد كاملا لهذه الدول.
الدول النفطية، لنتكلم عن الدول الخليجية حيث ترتبط جميع الدول الخليجية عملتها بالدولار ما عدا الكويت، اي جميع تجارتهم النفطية تتم من خلال هذه العملة فإذا حدث التضخم نجد أن هذه الدول سوف تفرض السياسات النقدية التي يتبعها البنك الفيدرالي على اقتصاد بلادهم لمواجهة التأثر الناتج عن الخلل الحادث في الولايات المتحدة.
الدول التي تربط عملتها بالدولار من أجل تخفيض قيمة عملتها لتصدير موارده الى الولايات المتحدة سوف تواجه الكوارث الأكبر، فإذا تأثر الدولار وفقد من قيمته سوف تنخفض قيمة عملتهم بشكل أكبر من المراد ويعني ذلك حدوث نسبة تضخم أكبر بكثير من الحاصل في الولايات المتحدة.