فعلًا يا له من منظر رائع مشاهدة الطيور بالسماء تحلق على شكل رقم سبعة أو V بالإنجليزية السؤال المثير للاهتمام حقا لماذا تحلق الطيور بهذا الشكل!
لقد دفع هذا السؤال الكثير من العلماء للبحث عن الإجابة. اهتم بعض العلماء بالإوز وحاولوا تفسير هذه الظاهرة بمراقبة تحليق الإوز على شكل رقم سبعة ووجدوا ما يلي:
- الطيران على شكل سبعة يوفر الطاقة أثناء تحليق الطيور المهاجرة بحيث تطير كل إوزتين بارتفاع أعلى قليلا عن الأخرى وهذا بدوره يقلل من احتكاك الهواء وتقل بالتالي الطاقة المستنفذة أثناء الطيران. تتناوب طيور الإوز على أخذ الدور بالطيران عند المقدمة ومن تتعب منها تتراجع نحو المؤخرة حيث الجهد ومقاومة الهواء يكون أقل مما يساعد طيور الإوز على الهجرة مسافات بعيدة تقدّر بحوالي 70% زيادة قبل أن تجبر على الوقوف للراحة. وقد وجد العلماء أنها توفر ما بين 20% -30% من الطاقة عند طيرانها بهذا الشكل. والعجيب أنها قادرة على الطيران مدة 100 ساعة دون توقف وقطع مسافة 50 ألف كيلومتر بالسنة. - الفائدة الثانية من الطيران على شكل سبعة هو القدرة على متابعة كل الطيور المحلقة والتواصل فيما بينها. يتحمل قائد السرب الذي يكون في المقدمة الجهد الأكبر في مقاومة الهواء المندفع نحوه وعند شعوره بالتعب يقوم أحد مساعديه بالتحليق بالمقدمة بدلا عنه كي يأخذ قسطا من الراحة. في حين يكون دور البقية في الخلف الصراخ لتشجيع من هم في في المقدمة على المضي في التحليق إلى الأمام. وعند إصابة أحد الطيور تقوم طيور أخرى باللحاق به ومساعدته. تكون هجرة الطيور بحثا عن الدفء والغذاء حيث تهاجر عند فصل الخريف إلى مناطق أخرى دافئة. تهاجر الطيور المغنية على شكل أسراب بينما الطيور المهاجرة الأكبر حجما تطير على شكل حرف سبعة ومنها: طيور البجع والفلامنجو وطائر أبو منجل المهدد بالانقراض.
لقد تعلمت الطيور المهاجرة أنّ من يخرج منها عن مسار السرب سيرهقه مقاومة دفع الهواء وحده فيسارع للدخول والعودة إلى مساره في السرب.
ومن الجميل ذكره أنّ الطيّارين البشريين في الطائرات المقاتلة قاموا بتقليد ومحاكاة الطيور المهاجرة في التحليق على شكل مجموعات بشكل يسمح للطائرات المقاتلة بالتواصل فيما بينها ومتابعة بعضها البعض والتنسيق فيما بينها.