معظم المعادن ذات موصلية عالية للتيار الكهربائي وتعرف الموصلية الكهربائية بقدرة المادة على نقل التيار الكهربائي وتقاس باستخدام جهاز الجلفانوميتر. تختلف المواد في قدرتها على إيصال التيار الكهربائي بناء على قدرتها على كسب أو فقد الإلكترونات، وبالتالي فإن الطريقة التي تربط ذرات مادة ما ببعضها، ستؤثر بشكل كبير على خواص تلك المادة، بما في ذلك الخواص الكهربائية مثل الموصلية.
فإذا قيل أن تدفق الإلكترونيات داخل مادةٍ ما، عند تعريضها أو توصيلها بقوةٍ كهربائيةٍ يجعل تلك المادة موصلةٌ للكهرباء فهناك عاملٌ مهمٌ يساعد في تمييز جودة المادة كموصلٍ وهو ما يعرف بالمقاومة الكهربائية، ويكون ذلك عند تحرك الإلكترونيات داخل الموصل، حيث أن اصطدام الإلكترونات المتحركة بأيونات المادة يكسبها طاقة حركية وتعمل هذه الحركة على تسخين المادة نفسها، وبناء على ذلك تفقد الإلكترونات طاقتها الحركية بشكل تدريجي.
فالمقاومة الكهربائية هي عبارة عن تحويل الطاقة الحركية للإلكترونيات إلى طاقةٍ حراريةٍ، ويمكن الحكم على كفاءة المادة كموصلٍ من خلال مقاومتها الكهربائية، فالمادة ذات المقاومة العالية، تكون رديئةً في التوصيل الكهربائي، والعكس صحيح. فالمواد التي تسمح بحركة الإلكترونات اقترانا مع وجود طاقة كهربائية هي المواد التي تعرف بالموصلات، بينما تكون المواد التي لا تسمح لإلكتروناتها بالحركة مواد عازلة تعرف بالعوازل.
وتعد المعادن من أفضل الموصلات الكهربائية لقدرتها على كسب الإلكترونات وفقدها بسهولة كبيرة دون الحاجة إلى طاقة كبيرة عالية. وتعتبر الفضة أفضل الموصلات الكهربائية على الإطلاق في ظل الظروف المعيارية لكن لأسبابٍ عديدة، فإن الفضة غير شائعة الاستخدام كموصل كهربائي بسبب سعرها المرتفع، وليونتها العالية التي تجعلها سهلة التشوه، إضافة إلى أن الطبقة المتكونة بفعل التأكسد على الفضة مادة غير موصلة للكهرباء.