لماذا تحتاج بعض البذور إلى غلاف ما دامت محمية داخل الثمرة

 سؤال يمكن للشخص أن (يصفن) فيه حقّاً، ما دامت البذرة مختبئة داخل الثمرة فلماذا الغلاف الذي يحيط بها؟

هذا _يا عزيزي_ لأنها تحمي الجنين من المؤثرات الخارجية، وفي الحبوب تتحد قصرة البذرة الوحيدة بغلاف الثمرة لتكوّن ما يعرف بغلاف الحبة كما فى القمح والذرة، وقد تكون القصرة جلدية كما فى الفول والفاصوليا والبسلة أو غشائية كما فى الفول السوداني (الغشاء البنى اللون) أو صلبه كما فى الخردل.

قد يؤدي فهم خصائص الأغلفة إلى تفسير أو توقع أو حتى السماح بتعديل أداء البذور في ظل ظروف بيئية معينة. فهناك عدد متزايد من الأدلة التي تربط خصائص غلاف البذور بمشاكل البذور المحددة. على سبيل المثال، ترتبط القابلية للتلف بمحتوى الجنين في غلاف البذرة، بينما يعتمد طول عمر البذور وتحملها للعوامل الجوية الميدانية على سلامة غلاف البذور.


تنشأ أغلفة البذرة من أغلفة البويضة بعد عملية الإخصاب، وغالباً ما يوجد غلافان يمثلان غلافي البويضه، وفي البويضات التى يوجد لها غلاف واحد تكون البذره ذات غلاف واحد، وبهذه الحالة يكون الغلاف عادة صلباً وخشناً.
أما إذا وجد غلافان بذريان فإن الداخلي منها يكون رقيقاً ويطلق على الغلاف الخارجى للبذره اسم القصره testa  وكثيرا ما يوجد على غلاف البذره أدله تركيبيه واضحة تدل على أصله، فتوجد عليها ندبة واضحة تمثل موضع اتصال البذرة بالحبل السري تسمى بالسرةhilum ، كما يوجد ثقب صغير يعرف بالنقير  micropyle وهو يمثل الموضع الذى تمر خلاله انبوبة اللقاح مخترقه اغلفة البويضه لتصل الى الكيس الجنيني.

كثيراً ما يكون وجود النقير فى البذرة النّاضجة كثقب دقيق يساعد على دخول الماء إلى داخل البذرة أثناء عملية الإنبات ويمكن مشاهدته إذا ضغطنا على بذرة منقوعة في الماء بين السبابة والإبهام حيث يخرج الماء من داخل البذرة على شكل فقاقيع، وقد يلتصق غلاف البذرة بالغلاف الثمري ولايمكن تميزه كما في بذرة القمح والأرز.

كما يوجد داخل غلاف البذرة عدد من الأنسجة الفريدة التي تخضع للتمايز لخدمة وظائف محددة في البذرة. 

من المعروف أن عددًا كبيرًا من الجينات يتم التعبير عنه على وجه التحديد داخل أنسجة غلاف البذرة؛ ومع ذلك، القليل جداً  منهم مفهومة وظيفيا. يقوم غلاف البذرة بتجميع مجموعة واسعة من المركبات الجديدة التي قد تخدم النبات بطرق متنوعة، بما في ذلك الدفاع والتحكم في التطور. 

العديد من المركبات هي مصادر للمنتجات الصناعية ومكونات للأغذية والأعلاف. لكن لم يتم استغلال التكنولوجيا الحيوية لأغلفة البذور لتحسين جودة البذور والمحصول، أو لتوليد مكونات جديدة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى نقص المعرفة بالأنظمة الوراثية التي تحكم تطوير أغلفة البذور وتكوينها.