لأنَّ الفيروسات لم تترك سجل أحفوري لها، ولا أحد يعرف بالضبط متى أو كيف تطوّرت الفيروسات، كما أنَّ معظم الفيروسات أو جزيئات الفيروسات الفردية صغيرة جداً وحتى يتمكّن العلماء من رؤية هيكل الفيروس يحتاجون إلى مجهر دقيق وضوئي، وهذا يعد أيضاً سبب في تأخر اكتشاف الفيروسات التي تتطلب تطوير المجاهر للتمكّن من النظر بشكل إلى هيكل الفيروس أو حتى رؤية الهياكل الداخلية للفيروس.
- الفيروسات كانت موجودة بالتأكيد قبل أن يكتشفها البشر بوقت طويل. وفيما يلي قائمة باكتشاف الفيروسات المبكرة:
- 1892، لاحظ ديميتري إيفانوفسكي أن عامل مرض فسيفساء التبغ يمر عبر مرشحات خزفية تحتفظ بالبكتيريا.
- 1898، قدم ماركوس بيجيرينك نفس الملاحظة، يهدف إلى أنَّ العامل الممرض يجب أن يكون عامل مميز.
- 1898، اكتشف فريدريك لوفلر وبول فروش، أنَّ العامل المسبب لمرض الحمى القلاعية قابل للترشيح (أول فيروس حيواني).
- 1901، فيروس الحمى الصفراء/ والتر ريد (أول فيروس بشري).
- 1903، فيروس داء الكلب (ريلينجر).
- 1906، فيروس الجدري (نيجري).
- 1908، فيروس شلل الأطفال (كارل لاندشتاينر وإي بوبر)؛ فيروس سرطان الدم في الدجاج Ellerman) ، Bang).
- 1911، فيروس ساركوما روس (بيتون روس).
- 1915، البكتيريا/ فريدريك تورت، فيليكس ديهيريل.
- 1931، فيروس أنفلونزا الخنازير (شوب).
- 1933، فيروس الإنفلونزا البشرية (سميث).
بُنية الفيروسات:
وبالنسبة مثلاً لفيروس الانفلونزا الموسمية، فلا بد أنك لاحظت أن هناك تطعيماً جديداً في كل موسم وهذا يعود إلى أن بنية الفيروس غير ثابتة وهو يغير شكله بشكل مستمر ليظهر بشكل جديد كل موسم، لذلك يستمر الباحثون في دراسة أشكاله كل موسم وتحديد لقاح جديد لأنَّ لقاح السنة الماضية لم يعد مجدياً.
فيروس "كورونا" المنتشر حالياً لست على اطلاع إن كان ثابتاً أم أنّه سيظهر بأشكال أخرى. إذا تعافى شخص ما من فيروس covid-19 ثم أصيب مجدداً لاحقاً بذات الفيروس الذي ظهر بنفس الشكل والبنية فإنّه سيقاومه وستظهر عليه أعراض أقل خطورة بكثير أمّا إن غيّر الفيروس من شكله فأعتقد أن المصاب ستظهر عليه أعراض حادة مجدداً (وتعتمد حدة الأعراض على مدى تغيّر بنية الفيروس).
- إذاً، لا يوجد تفسير واضح لأصل الفيروسات. قد تكون الفيروسات قد نشأت من العناصر الجينية المتنقلة التي اكتسبت القدرة على التنقل بين الخلايا.
قد يكونون من نسل كائنات حية حرة سابقًا والتي تكيفت مع استراتيجية تكرار طفيلي.
وربما كانت الفيروسات موجودة من قبل وأدت إلى تطوّر الحياة الخلوية.
قد تزودنا الدراسات المستمرة بإجابات أوضح. أو قد تكشف الدراسات المستقبلية أن الإجابة أكثر ضبابية مما تبدو عليه الآن....
المراجع:
[1]-
اكتشاف الفيروسات.
[2]-
تاريخ الفيروسات.
- أوصي بقراءة الموضوع حول "
أساسيات الفيروسات وكيف تطوّرت".