احتلت السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها مكانة عظيمة في حياتها وبعد مماتها وذلك للأسباب التالية:
1- أمنا السيدة خديجة بنت خويلد (أم المؤمنين) رضي الله عنها وأرضاها هي الزوجة الأولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي أول من آمن بهذا الدين الإسلامي من النساء.
2- وهي أول من بشر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله تعالى لن يخزيه وأن الذي نزل عليه من الوحي هو بشارة النبوة له - حيث صدقته عندما جاء إليها من غار حراء وهو يرتجف ويقول (زملوني زملوني) وأخبرها بما حصل معه في الغار من نزول الوحي جبريل عليه السلام عليه فقالت مسلية له : (أُبْشِرُ فَإِنَّ اللهَ لَنْ يُخْزِيَكَ أَبَداً إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَحِمَ وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ وَتُقْرِئُ الضَيْفَ وَتُعِيِّنُ عَلَى نَوائِبِ الحَقِّ).
ثم ذهبت به إلى أبن عمها ورقة بن نوفل وكان على دين عيسى عليه السلام قبل التحريف فعندما قصت عليه خديجة ما حصل مع زوجها النبي قال ورقة ( إِنَّ هٰذا الَّذِي نَزَلَ عَلَيْكَ كانَ يَنْزِلُ عَلَى مُوسَى وَأُبْشِرُ فَإِنَّكَ نَبِيٌّ هٰذِهِ الأُمَّةِ ) .
3- وهي أول من نصرت النبي محمد صلى الله عليه وسلم ونصرت هذا الدين بمالها وبنفسها وجاهها، فهي أول من أمنت برسول الله وصدقته قبل أن يدعوها إلى الإسلام.
4- وهي التي بشرها الله تعالى ببيت في الجنة وأرسل لها السلام عن طريق الوحي جبريل عليه السلام / فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : «أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ : هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ ، أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلاَمَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لاَ صَخَبَ فِيهِ ، وَلاَ نَصَبَ» أخرجه البخاري .
5- وهي من أشرف العرب نسباً فهي تلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في جدها الرابع، ( قصي بن كِلاب )
6- والرسول صلى الله عليه وسلم كان دائماً يذكرها بعدوفاتها ويذكر فضائلها ومواقفها معه وتجاه الإسلام والمسلمين - وهذا من باب وفاء النبي صلى الله عليه وسلم لزوجته / فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَ خَدِيجَةَ أَثْنَى عَلَيْهَا، فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ، قَالَتْ: فَغِرْتُ يَوْمًا، فَقُلْتُ: مَا أَكْثَرَ مَا تَذْكُرُهَا حَمْرَاءَ الشِّدْقِ، قَدْ أَبْدَلَكَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا خَيْرًا مِنْهَا، قَالَ: " مَا أَبْدَلَنِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرًا مِنْهَا، قَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِي النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَدَهَا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلَادَ النِّسَاءِ" أخرجه أحمد في المسند .
7- ومن شدة مكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يكرم صديقاتها .
ومن عظمة مكانة السيدة خديجة ومحبة الرسول عليه الصلاة والسلام لها فلنا عبرة وقصة في قصة القلادة التي كانت تملكها السيدة خديجة فبعد أن تزوجت ابنة النبي عليه الصلاة والسلام من أبو العاص بن الربيع أهدتها أمها خديجة رضي الله عنها قلادتها في يوم زفافها وعندما أسر زوجها ابي العاص فإذا بالنبي عليه الصلاة والسلام يفاجأ بأن ابنته زينب رَضِي اللَّه عَنْها بعثت القلادة التي أهدتها إليها أمها خديجة يوم زفافها، إلى النبي عليه الصلاة والسلام لعله يأخذها، ويفك صهره من الأسر فعندما رأى النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القلادة رقّ لها رقةً شديداً وحن إلى زوجته ،وقد أثارت هذه القلادة في قلبه الشريف ذكريات زوجته السيدة خديجة رَضِي اللَّه عَنْها، فطلب من أصحابه وقال لهم إن أيتم أنتم أن تطلقوا لها أسيرها يعني زوجها ، وتردوا عليها قلادتها فافعلوا إن أردتم ،
فاستجابوا أصحاب النبي له وردوا إليها قلادتها