لماذا الواقع مرير أنا شابة في مراهقتي أشعر بفراغ كبير لا يمكن احساسه شعور حزن كآبة يدب في نفسيتك شعوراً غريباً، اشتياق لشخص بعيد للغاية محبب لقلبي لا يمكنني رؤيته هو بعيد؟

عزيزتي، في البداية وقبل أن أجيبك على السؤال، أريدك أن تعلمي ومن واقع تجربتي أنك في مرحلة حساسة، فالمراهقة مرحلة انتقالية من الطفولة إلى الرشد، ومن الطبيعي أن يكون هناك مشاعر من الفراغ والحزن، لذلك اعلمي أنك لست وحدك من يشعر بهذه المشاعر، لكن ببعض العزيمة تستطيعين تخطي هذه الفترة، فهناك حياة رائعة بانتظارك.

إن الفراغ الذي تشعرين فيه، هو الذي يغذي شعور الحزن والكآبة لديكِ، لذلك يجب عليك أن تملئي وقتك بهوايات وأنشطة تحبينها، وأنتِ ما زلتي في عمر الزهور، فأمامك الكثير من الوقت حتى تكتشفي شغفك، فوحده الشغف من يقتل الفراغ في حياتنا، ويصنع لحياتنا المعنى.

حاولي أن تضعي روتينًا يوميًا، يتضمن خطة تعليمية وطعامًا صحيًا وتمارين رياضية، فالخطة التعليمية تنظم وقتك وتقتل الفراغ، والطعام الصحي والتمارين الرياضية تؤثر على صحتك العقلية وتخفف من وطأة الشعور بالكآبة والحزن.

أما بالنسبة لاشتياقك لشخص بعيد، فهو أمر جميل بلا شك، لكن لا تجعلي من هذا الاشتياق أن يسرق حياتك وحاضرك، فربما من تشتاقين له يعيش حياته ويستثمرها ليحصل على مستقبل أفضل، وأنتِ تضيعين وقتك الذي لن يعود أبدًا.

وأخيرًا، اعلمي أن الواقع ليس مريرًا بالمطلق، فهو خليط من المشاعر الحزينة والجميلة، وبين الكد والمتعة، وهنا تكمن حقيقة الحياة.