في حقيقة الأمر و لتصحيح المفهوم الشائع قليلاً ، تحتاج العديد من الحيوانات إلى المساعدة في ولادة صغارها من أجل البقاء على قيد الحياة أيضاً، و هذا القصور ليس حصراً على البشر. ولكن، و بهدف الإجابة على نفس ذات السؤال من المنظور التالي :
"لم يحتاج البشر إلى المساعدة في عملية المخاض و الولادة" فإن الجواب سيكون لأن لدينا أدمغة كبيرة.
اعتاد أجدادنا فيما مضى على العمل في الحقول. و كانت النساء عندما يتدخل في المخاض يجلسن الأرض وينجبون الطفل - و يعدن بعد ذلك إلى العمل. في عام 1900 ، كانت وفيات الرضع عند الولادة تصل في بعض الحالات إلى 33٪ ، وتوفيت 8٪ من الأمهات أثناء الولادة.
لذا فإن الافتراض القائل بأن البشر فقط هم من يحتاجون إلى المساعدة في الولادة هو افتراض خاطئ ، بناءاً على منطق البقاء الذي يتطلب المساعدة عند الولادة.
و هو بالفعل جوهر هذا الأمر ، فبقدر ما نستطيع أن نقول. البشر لديهم نسبة كتلة دماغ إلى كتلة جسم أكبر من أي نوع كائنات آخر على الأرض ، و إلى حد ما سيعني هذا حجم رأس أكبر ، وهو أكبر عقبة أمام الولادة.
و بقدر ما يمكننا القول ، فإنه و في مرحلة ما في حقبة من حقبات التاريخ، بدأت العقول البشرية تكبر شيئاً فشيئاً ، مما يعني أننا بدأنا نصبح أكثر ذكاءاً كبشر. و منحنا ذلك قدرة أكبر على البقاء ، و على تشكيل مجتمعات اجتماعية قوية. كما أنه زاد من صعوبة الولادة ، و عنَى ذلك أنه قد تحتم على أطفالنا أن يولدوا في وقت مبكر أكثر ، وبالتالي أصبحوا أكثر ضعفاً (ومن المعروف إحصائياً أن الرضع البشريون هم من أكثر الأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة في العالم مقارنةً بالكائنات الأخرى).
ومع ذلك ، فإن الذكاء والبنية الاجتماعية التي روجت لها أدمغتنا الأكبر تعني أن المجموعات الاجتماعية كانت قادرة ومستعدة لبدء تقديم المساعدة ، مما يزيد من احتمالية بقاء الأطفال على قيد الحياة. تسببت أدمغتنا في المشكلة ، لكن أدمغتنا قدمت أيضًا الدعم اللازم لتوفير حل. كل ذلك أضاف إلى الأدمغة الكبيرة ميزة إضافية كونها تشكّل شبكة إيجابية للبقاء على قيد الحياة.