كونك تسأل نفسك هذه الأسئلة إذن أنت في الاتجاه الصحيح، فالقراءة بالذات من المهام التي تتطلب وجود هدف ومسار تسير عليه، لأن كل ما تقرأه يشكل جزءاً من شخصيتك ويتغلغل بك شئت أم أبيت.
تتعدد الأهداف التي يقرأ الأفراد من أجلها، وتختلف باختلاف شخصية الفرد، أي أن هدف القراءة يرتبط بشخصيتك بشكل مباشر.
القراءة من أجل البحث عن الذات: أفضل كثيراً هذا النوع من القراءة؛ لأنني في السنوات الأخيرة أصبحت أقرأ بشكل واعٍ وأركز حالياً على هذا الهدف في كل كتاب أنتقيه، وفي كل مقال أو معلومة أقرأها؛ فالتعرف على الذات وعلى الكون وعلى هدف وجودك في هذه الحياة والغاية التي خلقت من أجلها تعد من أسمى الأهداف التي يقرأ الإنسان من أجلها.
القراءة من أجل المعرفة: يتلخص هذا الهدف برغبة الفرد في الاستزادة حول موضوع يهمه، أو شيء أثار فضوله فيبحث عنه في الكتب والمقالات ويقرأ عنه راغباً في تطوير نفسه في هذا المجال.
القراءة من أجل المتعة: أعتقد أن هذا الهدف ينتج من قراءة الفرد للروايات والقصص والحوارات الممتعة وتلك التي تحوي نوادراً وطرائف، أو حتى الكتب المكتوبة بأسلوب ساخر مثل الأدب الساخر، فيستمتع القارئ بقراءة ما ينتقيه ويرفه عن نفسه بالضحك أو التعجب من معلومات ومعارف جميلة.
أحببت هذا الجزء من السؤال، لأنه يدل على تفكير واعٍ، وطريقة اختيارك لما تقرأ يعتمد على عدة عوامل.
عمرك: يختار الفرد بطبيعة الحال ما يناسب مرحلته العمرية، فإن كان القارئ طفلاً ولكنه واعٍ للقراءة فيمكن إمداده بالقصص القصيرة أو الكتب الصغيرة التي تحوي معارف يمكنه استيعابها بغض النظر عن الموضوع.
وإن كان القارئ في مرحلة الشباب يمكنه اختيار ما يدله على طريقه الصحيح ويمكنه من شق طريقه في الحياة من خلال معرفته بها بعيداً عن الكتب السخيفة وبعض الروايات التي أنعتها "بالغبية"، تلك التي تجعل تفكير شبابنا محدوداً لا يتجاوز عتبة "الغراميات" الزائفة.
اهتماماتك: ما الصنف الذي تجد شغفاً في قراءته؟ عن ماذا تبحث؟ ما هدفك من القراءة؟ أي نوع من الكتاب تفضل؟ هل تفضل الكتب العلمية أم الدينية أم الروايات التي تصف واقعاً تاريخياً، أم تلك الرومنسية لكنها هادفة في الوقت ذاته؟
الإجابة على هذه الأسئلة ستوضح لك الصنف الذي بإمكانك القراءة فيه وبالتأكيد كل مضى يعتمد عليك وعلى شخصيتك ومبادئك وأهدافك بالحياة في الدرجة الأولى.