لا شك أن مسلسل “لا كاسا دي بابيل” من أشهر المسلسلات الاسبانية على الاطلاق، وتأتي هذه الشهرة من نواحي عدة أهمها الاسماء التي تم اختيارها للشخصيات ملفت جدا والتي كانت من شروط البرفسور العديدة، الغموض التي يحيط بها يشد الانتباه أكثر والتي تتكشف اثناء المسلسل خلا “الفلاش باك”، وفكرة تقبل المشاهدين لمسلسل بغير اللغة الإنجليزية تعد تجربة جديدة لاسيما ان الاعلام أحاط بالمسلسل وذاع صيته كثيرا.
القصة بسيطة، وهي ما ستعرفها من قراءة اسم المسلسل هو سرقة بيت المال، وتظهر تفاصيل السرقة وجزء من الخطة الطموحة في البداية القريبة للمسلسل، لكن الاحداث الغير متوقعة هي التي تشدك أكثر لمتابعة ما سيحدث، خطة وذكاء البروفيسور سيجعلك تتقمص شخصيته لشدة الاعجاب به فهو من الشخصيات الرئيسة والتي يبقى ماضيها غامض وهذا سبب اخر يجعلك فضولي لمعرفة التفاصيل حول شخصية البروفيسور.
جاذبية اللغة الاسبانية لها تأثيرها على الاذن، فأنا من الأشخاص الذين يعشقون هذه اللغة في الأصل، والثقافة الاسبانية تعد غنية ومتأصلة، المسلسل الذي يجعل من الشعوب الأخرى أكثر انفتاحا واطلاعا عليها.
لكن هل كان هذا كافي لينال المسلسل اعجابي؟
لا اخفي عنك القول انه كان هناك جوانب احببتها و تابعت المسلسل لأسباب متعددة, منها التعود على اللغة الاسبانية والتعرف اكثر على البلد, و ان هناك جوانب اثارة شدتني كما سبق لي ان وضحت, لكنني احس بمسؤولية تجاه أي سؤال لذلك يجب ان اذكر ان المسلسل فيه نواقص و أخطاء عدة, مثل البساطة الزائدة عن حدها قي البناء الدرامي للمسلسل, و اعني هنا انك كــ مشاهد ستتوقع اغلب الاحداث التي كانت يجب ان تبقى مفاجأة لإشعال الحماس اكثر في كثير من الاحداث في المسلسل, وأيضا صوت “طوكيو” الذي يكشف باستمرار عن خبايا الاحداث وماضي الشخصيات و حتى بما يفكرون به! وهذا دفعني الى التفكير بدورها في المسلسل وكيف لها ان تعرف كل هذه التفاصيل المملة عن حياة الاخرين، الذي كان هذا سبب في ترددي لإكمال المسلسل لعدم المنطقية فيه.
هل تذكر عندما حدثتك عن البروفسور؟ ان شدة ذكاءه التي بناها له الكتاب كانت بالفعل ملفتة للنظر، لكن يبدو انه لم يكن على مستوى هذا الذكاء في كل الحلقات، ففي بعض الحالات كانت الأشياء البديهية تغيب عن ناظري البروفسور والتي تسبب في النهاية بتحول في القصة، يبدو ان الكتاب اعتمدوا على هذه الطريقة يقلبوا الاحداث ويجعلوها أكثر واقعية أو بشرية، لكنها كانت على حساب ذكاء البرفسور المفروض انه من اذكى الشخصيات في تاريخ المسلسلات الحديث.
يبدو ان تنسيق المسلسل لم يكن جيدا كفاية، لكن الربح السريع يجعل أي صانع اعمال درامية قيد التغيير، وهو ما تم عمله بالفعل فالشعبية الكبرى التي حصل عليها المسلسل وانجذاب كافة الفئات العمرية كان سبب نجاحه، وإضافة على ذلك الاختيار للموسيقى والصور الجميلة والممثلين الانيقين والمثيرين، التي أصبحت لديهم شعبية شخصية من بعد ظهورهم في “لا كاسا دي بابيل”, على أي حال انه مسلسل مسلي بالفعل وستبقى الاغنية المشهورة للثوار الطليان عالقة في اذهاننا بسبب هذا العمل.