لماذ يقول الكثيرون بأن الجاتروفا هو مصدر الطاقة الجديد؟

1 إجابات
profile/أريج-عالية-1
أريج عالية
educational consultant في freelance (٢٠١٨-حالياً)
.
٣١ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
       قد يعتقد البعض أن الجاتروفا هو نوع من المركبات الصناعية أو الكيميائية، أو إحدى الاكتشافات الحديثة التي لربما جاءت من الفضاء. لكنك قد تكون مخطئًا هذه المرة! الجاتروفا، هو سر من أسرار الطبيعة التي باحت بها لنا، لتكشف لنا عن كنوزها الدفينة. أننا نتحدث عن أشجار الذهب الأخضر أو البترول الأخضر. 

        بعد العديد من الدراسات حول نوع الوقود الذي يمكن استخدامه كبديل عن الوقود الأحفوري، تم الاتفاق على استخدام الوقود الحيوي، والذي يتم استخلاصه من بعض المحاصيل الزراعية، كالذرة والقمح وقصب السكر للحصول على الإيثانول الحيوي. كما تم استخدام بذور اللفت وفول الصويا وزيت النخيل وزيت الجوز للحصول على الديزل الحيوي الذي يعد بديلًا من السولار التقليدي. لكن حصلت بعض التعقيدات في استخدام هذا الجيل الأول من الوقود الحيوي، لتسببه في نقص المخزون الغذائي لسلة الغذاء العالمية، وارتفاع أسعار تلك المحاصيل بسبب استهلاكها الكبير كغذاء وكوقود في آن واحد. وجشع المزارعين وشركات التوريد الزراعية مع ارتفاع معدل الطلب عليها.

   لذا لجأ العلماء لتقصّي بعض المحاصيل من الجيل الثاني التي تعتمد على بعض أجزاء النبات غير الصالحة للاستهلاك البشري، مثل سيقان الذرة والقمح والأرز. لكن مرة أخرى واجهوا مشكلة في استخدام تلك الأجزاء أصلًا من قبل المزارعين لتخصيب التربة. هنا برز الجيل الثالث للوقود الحيوي المعتمد على الطحالب القادرة على توليد تلك الطاقة. وبالتزامن مع اكتشاف الجيل الثالث، سعى فريق آخر من الباحثين إلى إنتاج (الجيل الرابع) من هذا الوقود الذي يعتمد على بعض أنواع الكائنات الحية الدقيقة المعدلة وراثيًا.

  حتى تم اكتشاف هذه الشجيرة الصغيرة القادرة على إنتاج نوع نادر من البذور السامة ذات الزيوت النباتية، والتي يمكن أن تمو في التربة الفقيرة وتروى بمياه الصرف الصحي المعالجة أو بالمياه الجارية المنخفضة الجودة. يمكن خلط زيت بذورها مع بعض المعالجات الكيميائية والفيزيائية وتحويله إلى ديزل حيوي مناسب جدًا لتشغيل محركات بعض وسائط النقل، سواء بصورة مباشرة أو عند خلطه بالوقود الأحفوري.

تتميز الجاتروفا عن باقي الشجيرات بما يلي:

1. قدرتها على تحمل الجفاف وعدم حاجتها إلى كميات كبيرة من المياه أو عناية خاصة.

2. يمكن استخدام زيتها في تشغيل الآلات الزراعية والإضاءة المنزلية وبعض الصناعات الكيميائية، كصناعة الصابون والشموع والغليسيرين، أما سيقان وفروع هذه النبتة فتستخدم لصناعة الورق والخشب المضغوط.

3. تتفوق أشجار الجاتروفا على المحاصيل الزراعية الأخرى في إنتاج الزيت، فعلى سبيل المثال تنتج زيتًا أكثر بعشرة أضعاف من الذرة.

4.  تساعد على الحد من التصحر ومقاومة انجراف التربة وتثبيت الكثبان الرملية.

5. تسهم أوراقها المتساقطة في رفع خصوبة التربة، إذ إنها سماد عضوي غني بالنيتروجين والبوتاسيوم والفسفور، كما تستخدم هذه النباتات لتسييج المزارع وحمايتها من اعتداءات الحيوانات.

6. تتميز أشجارها بقدرتها العالية على احتجاز غاز ثاني أكسيد الكربون، إذ يمكن لهكتار واحد مزروع منها امتصاص ما بين 17 و 25 طنا من غاز الكربون سنويًا، ومقدرة تلك الأشجار تفوق أي طريقة أخرى لتنحية غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي للأرض. 

7. تساهم في تحسين مُناخ البيئة الصحراوية وشبه الصحراوية وزيادة الهطول المطري وتحسين نوعية التربة. 

      ستسهم الجاتروفا قريبًا في تطوير الدول النامية والفقيرة التي تتواجد بها، من خلال إنتاج الوقود وتصديره باسعارً تفضيلية، مما يعزز من دور هذه الشجيرة كوقود بيولوجي في المحافظة على كوكب الأرض من مخاطر الاحتباس الحراري الذي أنهكته تتابع غازات الدفيئة والمواد الملوثة.

المراجع: