عندما تكتب على مواقع التواصل الاجتماعي، قد يصادفك خطأ كتابي أو لغوي، فكيف تتصرف؟ أنا عن نفسي أتضايق من هذا الخطأ، وأتمنى أن أصححه إن أمكن، لكنني أتحرج أن أعتب على الكاتب حتى لا أحرجه، وأمضي في سبيلي. لكن ماذا يفعل المتحذلق اللغوي؟
هذا المتحذلق اللغوي ينزعج أيّما انزعاج، ويتجهون لتصحيح الخطأ برغبة شديدة لا يمكنه أن يتحكم بها. يمكنه أن يكتشف الأخطاء بسرعة ودقة شديدة. يتهم الناس هذا المتحذلق وكأنما يملك نظام تحديد لمواقع الكلمات التي تشكو من الأخطاء اللغوية.
في دراسة أجريت عام 2016 للعثور على العلاقة بين متلازمة المتحذلق اللغوي Grammar pedantry syndrome (GPS) والخصائص الشخصية. اتضح أن لا علاقة بالجنس أو العمر أو المستوى التعليمي بظهور هذه المتلازمة. بعض الدراسات الأخرى ربطت متلازمة التحذلق اللغوي مع متلازمة الوسواس القهري OCD، ووفقًا للدراسة فهذه المتلازمة قد تكون من أشكال الوسواس القهري، إذ أظهر المتطوعون بحدوث قلق يتزايد، وأفكار تداخلية تقلل من راحتهم، مما يجعلهم يطورون طقوس خاصة لتساعدهم في التغلب على القلق والمشاعر القوية التي يمرون بها. حيث يشعر المتحذلق اللغوي بنفس شعور المتوسوس قهريًا، فيتولد لديه رغبة قوية لتصحيح كل خطأ نحوي أو لغوي أو مطبعي قد يرونه. كما لا يرتاحون مع شعور قوي بالقلق والإحباط بعد رؤيتها. وما زال هناك اعتقاد أنّ متلازمة المتحذلق اللغوي هو نوع من الوسواس القهري الذي تم التحقق منه.
واتضح أن للمتحذلقين اللغوين علامات منها:
- تشعر أن من لا يستطع كتابة اللغة بقواعدها بالشكل الصحيح هم أقل ذكاءً من الآخرين.
- لا يمكنك تحمل كتابة الاختصارات مثل asap-LoL- hru.
- لا تغفر لمن لا يستخدم علامات الترقيم، أو من يستخدمها بطريقة خاطئة.
- يعتقد الجميع أنك تحب التدقيق اللغوي، فيستغلونك في تدقيق أعمالهم، أو الكتابة عنهم.
- الجميع يريدك في فريقه في مسابقات القواعد وألعاب الكلمات.
- باستطاعتك تعلم كلمات جديدة وبسرعة كبيرة، ويمكن استخدامها في السياق المحدد.
- تتأكد من قراءة منشوراتك وأعمالك أينما كان، على وسائل التواصل الاجتماعي، في عملك، وحتى الملاحظات التي ترسلها لأي شخص كرسائل للتأكد من انطباقها لغويًّا مع ما تعرفه.
- أي نكتة نحوية محبوبة بالنسبة لك، لتصبح صديقًا لصاحب تلك النكتة، كما تحب رفقة معلمي اللغة سواء العربية أو الأجنبية التي تتقنها.
-نطقك رائع ومميز، وأشبه بمحترفي اللغة وكأنك منهم -إن كانت اللغة أجنبية- وقد يصعب معرفة لغتك الأصلية.
مما سبق، لا يؤدي حصولك على مميزات هذه المتلازمة أنك لست على ما يرام، فقط انتبه لحالتك النفسية، وقلل من توترك تجاه ما يحدث حتى لا تصاب فعليًّا بالوسواس القهري. وابتعد عن كل ما يؤذيك، وكن لَبقًا ساعة تعديل كلام غيرك.
المراجع:
26 مشاهدة
