كيف يمكنني أن أعبر عن مشاعري السيئة لشخص ما دون أن أكون جارحاً أو ظالماً بحقه؟

1 إجابات
profile/دانية-رائد
دانية رائد
باحث في العلوم الإنسانية في Freelance (٢٠١٧-حالياً)
.
٢٠ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
     بعض المشاعر السلبية يجب عليك في الواقع عدم التعبير عنها والتخلص منها بعدم إعطائها أي أهمية؛ كتلك التي تمتلكها عن سلوكيات أو شخصية شخص غريب لا تعرفه بعمق كافي لتصارحه بمشاعرك، فالأسهل في هذه الحالة تجنب الشخص وتجنب الحديث معه، فمهما كنت لطيفًا بالتعبير عن مشاعرك ورأيك لن يتقبل منك مشاعرك السلبية لعدم امتلاكك علاقة وثيقة معه وقد ينتهي الأمر بجرحه.

     لكن في حال كان ذلك الشخص الغريب مصر على فرض نفسه وشخصيته عليك أو كان الشخص الذي تود مصارحته شخص قريب منك يجب عليك مصارحته في هذه المشاعر السلبية، وذلك طبعًا مع الاهتمام لبعض النقاط:

1) أعطِ نفسك مساحة لبعض الوقت: في الكثير من الأحيان تكون المشاعر السلبية مجرد سوء فهم بسيط أو قلة تحليل للموقف ولعواطفك من طرفك، لكنها تضعك في وضعية الدافع التي تجعلك ترفض النقاش والتحدث بطريقة سليمة.

 قبل الاندفاع للتعبير عن مشاعرك للشخص الآخر وتغضب في حضوره حدد القيم الداخلية والحدود التي قام بتجاوزها مما أدى لهذا الشعور؛ فهل حقًا انتقاد ذلك الشخص لعملك كان هجوم لشخصك؟، هل تجاوز مزاح ذلك الشخص الحدود التي تسمح للآخرين بالمزاح فيها؟. بعد الانتهاء من التعامل مع عواطفك وأفكارك حدد إذا كان الموضوع يستحق حقًا مواجهة الطرف الآخر فيه.

2) تحدث مع أشخاص موثوقين: في بعض الأحيان يكون التحدث مع شخص آخر موثوق به عن الأمر والمشاعر التي تمر بها فكرة جيدة حقًا؛ فهو سيساعدك على فهم المشاعر التي لم تكن قادرًا على فهمها، ويعرض لك المواقف من منظور آخر، وقد يساعدك على التخفيف من غضبك وينبهك على النقاط التي يجب عليك تجنبها لكي لا تؤذي الطرف الآخر.

3) تعلم التواصل بوضوح وتعاطف ورحمة: لعل العنف والكلام القاسي هو المسار الذي تأخذه المشاعر السلبية عادةً، لكنها وبكل تأكيد ليست الطريقة الأفضل. لإيصال رأيك باستخدام التواصل الهادئ اتبع الخطوات الآتية بالترتيب:

* ملاحظاتك: صف ما تسمعه أو رأيته دون تفسيرات إضافية.

 مثال: " عندما رأيت/ سمعت قلة اهتمامك بالمشروع…"  -

* مشاعرك: قم بوصف عواطفك بشكل مباشر دون التعبير عن أفكارك؛ فلا تقل "شعرت أن" لأن هذا التعبير يعكس الأفكار التي استخدمتها لتفسير العواطف.

- مثال: "... شعرت بالانزعاج…"

*احتياجاتك: عبر عن احتياجاتك التي ولدت هذا النوع من المشاكل، بدلًا من التعبير عن الفعل الذي قام به الطرف الآخر لتوليد مشاعرك؛ فلا تقل "شعرت بالانزعاج لأنك لم تقم بدورك في المشروع".

- مثال: "... لأني احتجت لدعمك لإنهائه…"

*طلبك: اطلب من الطرف الآخر بوضوح وشفافية الأمر الذي تود منه القيام به، وتجنب إخباره الأمور التي لا ترغب أن يقوم بها.

- مثال: "... هل تستطيع القيام بجزئيتك من المشروع؟"

4) كن صبورًا مع نفسك ومع الآخرين: غالبيتنا تعلمنا طريقة حوار غير صحية ومؤذية بالفعل، وقد تجد طريقة الحوار الهادئة صعبة بعض الشيء خاصة إذا قام الطرف الآخر برفضك أو عاملك بطريقة ينقصها الاحترام. لكن في كل المجتمعات ستجد الأشخاص الذين يقدرون أسلوب النقاش الهادئ وسيردون لك الاحترام الذي قدمته لهم، وحتى الأشخاص غير المعتادين على هذا الأسلوب ويعتبرونه دخيلًا سيعتادون مع الوقت عليه ويتبنوه منك، لذلك لا تيأس وأعطِ نفسك والآخرين الوقت الكافي للتخلص من أسلوب النقاش العقيم.

5) توقع أن تجرح الآخرين: سيمر عليك أحد المواقف التي ستخرج عن نطاق النقاش السليم وتقوم بإيصال مشاعرك السلبية بطريقة مؤذية بحق؛ في هذه الحالة قم بمراجعة الأمور التي حفزت هذا التصرف، هل كنت جائعًا؟، هل سمحت للطرف الآخر بالتحكم في عواطفك؟. إذا وجدت نفسك مخطئًا قم بالمبادرة بالاعتذار للطرف الآخر.

وفي بعض الأحيان سينجرح الأشخاص حتى من أسلوب النقاش الهادئ، وهنا بالفعل ينتهي دورك، فنحن نستطيع التحكم بالطريقة التي نعبر عن مشاعرنا فيها لكننا لا نستطيع التحكم بردود فعل الآخرين.