كيف يمكنني أن أتعامل مع ابني كونه من ذوي الاحتياجات الخاصة وأصل به إلى مرحلة من التفكير بأن ما هو فيه ليس نقصاً وهو كباقي البشر؟

1 إجابات
profile/مغيداء-التميمي
م.غيداء التميمي
مهندس مدني
.
٢٣ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
إن أي طفل يحتاج لبرامج تربية خاصة، هو طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، يعني أنه لا يخضع للبرامج العادية للتعليم أو التواصل مع الآخرين ويكون عنده نقص في القدرة على التواصل الاجتماعي أو النمو اللغوي أو النمو العقلي أو عنده إعاقة معروفة من الإعاقات الحسية كالإعاقة السمعية والإعاقة البصرية والإعاقة الحركية ،أي الخاصة بالحواس، أو إعاقة عقلية أو إعاقة تواصلية. وهناك بعض الأشخاص الذين لديهم احتياجات خاصة رغم أننا في المجتمع لا نعتبرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة رغم حاجتهم لبرامج خاصة أيضا، منهم الأطفال المصابين بنقص الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد، أو صعوبات التعلم أيضا كالقراءة والحساب بالرغم من درجة ذكاء الطفل العادية الطبيعية، أو المتفوقين من ذوي الاحتياجات الخاصة.


ذوي الاحتياجات الخاصة ليس من الضروري أن يكون معاقا، على العكس تماما، قد يكون موهوبا ومميزات في مجالات كثيرة، وللأسف في بلدنا لا يزال ذوي الاحتياجات الخاصة يعاني، فعلى مستوى اكتشاف والتشخيص الحالات، لازلنا متراجعين جدا عن باقي الدول المتقدمة، لأنه من المعروف أن أول خطوة من أجل المعالجة وعمل برامج صحيحة وتنظيم الأمور الحياتية لذوي الاحتياجات الخاصة، يجي بداية أن يكون لدينا تشخيص سليم، وفي الأردن على سبيل المثال، ورغم أننا لا نملك إحصائيات دقيقة، إلا أنا الأعداد كبيرة نسبيا، ولا يوجد مكان يتسع لاستقبال الأطفال الذين يحتاجون للتشخيص و للفحص والمتابعة. وأغلب الأماكن الموجودة هي مراكز خاصة تابعة للقطاع الخاص والتي لا تناسب الأهل ذوي الدخل المحدود، لذا يقع الأمر على عاتق الدولة في مساعدة الأهل لمساعدتهم في تشخيص وضع أبنائهم في سبيل تحسين حياتهم اليومية ينخرطوا في المجتمع كأفراد منتجين، كل بطريقته.


والمشكلة الأخرى هي أن المؤسسات التعليمية الموجودة غير متخصصة في تعليم ذوي الإعاقات، فمثلا لا توجد مدارس خاصة بالمكفوفين، مما يضطر الطفل في عدم التعلم، وإن كان ذو حظ، قد يتم استقباله في احدى المدارس المنتظمة، ولكنه على الأغلب لن يستمر في التعليم، فلا يصل المكفوف إلى المستوى الذي يطمحه من التعليم، إلا في حالات نادرة وفردية، حين يكون الأهل مهتمين جدا و مقتدرين ماديا على الموضوع، ولديهم الطاقة لبذل كل مجهود في سبيل الوصول بطفلهم إلى المستوى المقبول.


هناك بعض الأمور التي نقدر ان نقوم بها كأفراد في المجتمع لمساعدة هذه الفئة من الأطفال بحسب قدرتنا، لكننا نطالب بجهود اكبر من الحكومة بتوفير المتخصصين والأطباء النفسيين والمعلمين وغيرهم من الأشخاص ، وكذلك توفير الأماكن التي تلزم للأطفال سواء كانت أماكن دراسية او مناطق لعب او اماكن علاج جسدي و نفسي، وعدم تهميشهم على أنهم أقليات أو حالات نادرة، والاستثمار بتعليهم  و بدعمهم النفسي وتقوية الصلة معهم بشكل صحيح سيعود بالنفع على المجتمع، فرغم أن لديهم احتياجات معينة، إلا أنهم عند بلوغهم العمر المناسب سيكونون قادرين على اداء امور معينة وقد يبدعوا فيها بعيدا عن إعاقتهم.