كيف يمكنك التأقلم مع العنف النفسي من طرف الأسرة؟

في بعض الظروف يكون التأقلم فيها عادةً غير صحية، احد هذه الظروف هو الأذى و العنف، قد يكون التأقلم مخدراً للمشكلة و لكنه في هذا الحال فقط سيؤخر من فداحة نتائجها.. على الشخص الواقع تحت الاذى و العنف المستمر و الممنهج ان يجد طريقة لصد هذا العنف او منعه من الحدوث، نقطة انتهى. 

لا يمكن التأقلم مع الاذى و العنف الممنهج، 
لأن في العنف امتهان للكرامة الإنسانية و التعدي عليها، التكيف مع العنف يعني إحلال شعورنا بالكرامة و الإحترام لأنفسنا.

اذا كنت تقصد بالتأقلم هو الرضوخ والاستسلام للظروف المحيطة فهذا سيزيد الأمر سوء ولن يكون حلاً لأن عدم إظهار رد فعل هو بحد ذاته فعل وكأنك توصل لهم رسالة بأنه مهما قلتم أو فعلتم فأن سأبقى مسالم لن أفعل شيئاً ولن أدافع عن نفسي حتى ، لأن السكوت عن الخطأ يؤدي إلى تعزيز السلوك وبالتالي زيادة ظهوره . 

من وجهة نظري ما يمكنك فعله هو أن تبدأ بمحايدة مشاعرك نحو نقاط الضعف فيك حتى لا يستطيع أحد ان يضرب هذا الوتر الحساس وبالتالي أن تتأذى نفسياً .. ماذا أقصد بمحايدة المشاعر .. أقصد التصالح الذاتي مع كل ما قد يسبب لك أذى نفسي حتى تستطيع الرد على الاساءة بطريقة تمنع تكرارها مستقبلاً وبنفس الوقت الحفاظ على الاحترام المتبادل بين افراد الاسرة ، فمثلا اذا كان التعنيف النفسي هو تنمر او سخرية على افكارك او الهيئة الخارجية او التصرفات الخ .. يمكنك تقبل هذه الامور اولاً حتى تفقد الاساءة تأثيرها فيك ولا تهدر طاقتك في الغضب ، اذا كان التعنيف النفسي هو حرمان او اهمال او رسائل سلبية فهذه امور هدفها احباطك والتأثير على نفسيتك غالباً ولا يكون لها أساس من الصحة ويمكنك صدها عندما تكون ثقتك بنفسك عالية لأنه مهما حصل تبقى الاسرة هي الملجأ الوحيد للفرد ومهما حدث ومهما كان هناك تصرفات صادرة منهم تؤثر بنا علينا العمل على حلها دون قطع العلاقات وتخريبها 

العنف الجسدي يختلف تماماً عّن طبيعة العنف النفسي فأثر الموضوع النفسي أكبر علينا من الناحية الجسدية وممكن يأثر علينا كأشخاص وعلى طبيعية حياتنا لذلك في هذه الحاله يجب تحديد سبب هذا العنف الأسري ومن صاحب هذا العنف لأن هناك اختلاف في طريقة التكيف في هذه المواضيع وهذه المواضيع حساسه جداً وفِي بعض الأحيان لا يجب السكوت عنها لأن السكوت قد ينقلنا لنهاية لا نرغب بها