عزيزي السائل، لا يُمكن للأم أن تنسى فلذات كبدها بسهولة، فكيف لها أن تنساهم وقد ارتبطت روحها بأرواحهم بعلاقة عظيمة، وهي علاقة الأمومة.
لن تنسى الأم فلذات كبدها، لكنها ستتعايش مع واقع فقدها لجزء منها، لن يكون التعايش مع الفقد أمرًا هينًا؛ فألم الفقد ثقيل، وألم التعايش معه ثقيل أيضًا، لكنه سنة من سنن الحياة، والتعايش معه أمر لا بد منه، لأنّ التعايش معه من الإيمان بالقضاء والقدر.
لكن يُمكن أن تقوم الأم ببعض الأمور التي تُساعدها على المضي قُدمًا، لأنّ الحياة لن تقف عند حادثة الفقد، مثال ذلك ما هو موضح فيما يأتي:
- الإيمان بقضاء الله وقدره، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة، وسموه بيت الحمد).
- التنفيس عن مشاعر الحزن لأقرب شخص لها.
- أخذ الوقت الكافي للتعايش مع الحزن، لكن دون إفراط حتى لا يتم الدخول في حالة من اكتئاب يصعب تجاوزها.
- تَقبُّل واقعة الفقد، وعدم إشعار النفس بالمسؤولية عما حدث.
- البكاء كلما جاءت الرغبة بذلك، لأنّ ذلك يُخفف من الآلام والأحزان.
- إشغال الوقت أكثر من أي وقت مضى بالعمل، والقراءة، وغيرها من الأنشطة، لأنّ الفراغ يجر المرء نحو أحزانه فيهلكه.
- الاختلاط بالصديقات، والأخوات، والزوج، وذلك لأن الاختلاط بالآخرين يُخفف وطأة الألم.
- تذكر أجر الصابرين، فقد قال الله تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ).
- إعطاء النفس دافعًا للحياة، بتذكر وجود الأهل، أو وجود أولاد آخرين، أو وجود الزوج.
- التذكر بأنّ ألم الفقد ألم نفسي سيلتئم كأي ألم جسدي، لكنه سيحتاج إلى بعض الوقت.
109 مشاهدة
