درّ النجف هو نوع من الحصى يتناثر في صحراء النجف بفعل عوامل جيولوجية وجوية ومائية حيث ينتشر هناك على مئات الأميال.
ويتم صقله وتلميعه ثم صياغته بأشكال مختلفة؛ ليدخل في صناعة الخواتم والسبح والمناور (الثريات). كما يمكن أن يخرم بنقوش مختلفة وآيات قرآنية كريمة .
فحجر الدر النجفي وبكل بساطة هو عبارة عن حجر كوارتز بلّوري حيث يتميز بلونه الأبيض الشفاف؛ لذلك يطلق عليه علميا حجر الكوارتز الشفاف أو الكوارتز النقي.
ولمعدن الكوارتز مجموعة واسعة من الأنواع والألوان، فمنها الكوارتز الصخري البلّوري الواضح ويكون هذا النوع عادةً عديم اللون، ووفقًا لمعهد معلومات المعادن؛ فإنّ الأصناف الملوّنة من الكوارتز تحتوي على الشوائب الأمر الذي يُفسر ألوانها.
ومما أعتقد أنك تودّ معرفته هو كيفية تمييز حجر الدرّ النجفي الأصلي الطبيعي حيث أنه يتميّز بما يلي:
· شفافيّته؛ لذلك يستخدم في تطوير المنشور والعدسات الطيفية
· غالبا ما يحتوي على تكسّرات داخلية نتيجة الظروف الطبيعية التي يتعرّض لها
· له خصائص كهروضغطية؛ فبمجرّد تعرضه إلى الضغط تتشكّل شحنة موجبة على أحد أطرافه وشحنة سالبة على الطرف المقابل، وهذه ظاهرة نادرة في الأحجار الكريمة حيث يجبر الأيونات على التحرك من مكانها مؤثرا على توازن الشحنات ومحوّلا الكريستالة إلى ما يشبه البطارية
· له خصائص كهربائية حرارية حيث يتفاعل مع التغيرات في درجات الحرارة من خلال الشحنات السالبة والموجبة داخل البلورات
· قد تظهر على الحجر الاصطناعي بصمات الأصابع أو آثار لأظافر يمكن مراقبتها
· الأحجار المقلّدة أخف وزناً من الأحجار الطبيعيّة
· الفحص باستخدام أجهزة دقيقة، فيُستخدم عادة جهاز فحص معامل الانكسار، والذي يتوافر لدى الخبراء والصاغة، ومن خلال القراءة لمعامل الانكسار للضوء في الحجر يتم تمييز الحجر الطبيعيّ من الاصطناعيّ.
تعتمد الآلية في هذا الجهاز على تحديد كيفيّة تغير مسار الضوء داخل الحجر، فلكل حجر كريم معامل انكسار خاص به؛ لذا هذه الطريقة ممكن أن تُستخدم في حال عدم معرفة نوع الحجر لتمييزه، فيتمّ حساب معامل الانكسار ثمّ العودة إلى جداول معامل الانكسار للأحجار الكريمة، فيظهر لنا نوع الحجر، وأيضاً من خلال معرفة معامل الانكسار يمكن تحديد إذا ما كان الحجر طبيعيّاً أم اصطناعيّاً.
وقد عرفت الأقوام القديمة هذا النوع من الحصى في العهد الجاهلي قبل الإسلام؛ فعُرِف باسم الحصى اللامع أو البرّاق الذي تميزت به أرض النجف.
ومن الجدير بالذكر أن هذا النوع من الحصى كان يزين صورة صحراء النجف؛ ولذلك اتخذ سكان الحيرة ومن بعدهم أهل الكوفة أرض النجف منتجعا للصيد والتجوال وبخاصة أيام الربيع.
وكان أهل الحيرة يجمعونه من ظهر الكوفة (منطقة النجف) وينتقون منه الجميل لنسائهم؛ لنفاسته.
فهو من الأحجار الكريمة ومن المعلوم أن الأحجار الكريمة هي أنواع مختلفة من المعادن المتبلمرة، والتي تتكوّن من عنصرين أو أكثر، وتتكون أساساً من مادة السليكا مع وجود بعض الشوائب المعدنية. ويختلف نوع الحجر الكريم باختلاف المادة المكونة له.