اسأل الله أن يعافيك ويوسع عليك في رزقك ويكفيك .
أولا : عليك ان تتذكر ان خيار الناس قد عانوا وابتلوا اكثر مما عانيت وابتليت ، ولك في الصالحين أسوة حسنة .
فرسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام حوصر هو وصحابته ثلاث سنين في شعب أبي طالب حتى لم يبق عندهم ما يأكلونه إلا ورق الشجر ، حتى بلغ بهم الحال ما ذكره أحد الصحابة الذين كانوا معه في الشعب أن ذهب يوما ليبول فإذا بقطعة جلد يابسة فأخذها ومسحها ثم دقها وسفها لتكون غذاءه ذلك اليوم !
وفي غزوة الخندق كان الصحابة يربطون على بطونهم احجارا من شدة الجوع ليقلل الحجر من إحساسهم بالجوع ، ونبينا يربط على بطنه حجرين !
وخرج عليه الصلاة والسلام يوما ليلا فوجد أبابكر وعمر في الطريق فقال ما اخرجكما ؟ فقالا : الجوع ! فقال : والله ما أخرجني إلا الذي أخرجكما .. إلى آخر الحديث والقصة .
فهؤلاء خيار الخلق في ذلك الزمن وخيار هذه الامة لا يجدون في بيوتهم ما يأكلونه.
ولم يكن ذلك دافعا لهم إلى السخط على قضاء الله حاشاهم .
وانظر في قصة أيوب عليه السلام وهو نبي من الأنبياء يبتليه الله بفقد امواله كلها وموت ولده ثم ابتلاه في جسده بالمرض حتى نفر منه الناس ولم يبق إلا زوجته قيل مدة 18 سنة وقيل أكثر من ذلك.
فلك في الصالحين أسوة حسنة ، فليس حرمانك سعة الرزق دلالة سخط او غضب بل هو ابتلاء لك فإما أن تصبر وتحتسب كما صبر الصالحون ، وإما أن تكفر وتتسخط والعياذ بالله .
ثانيا : عليك بالتفكير بما ينفعك السخط وما سيجلب لك من المصالح ؟ سوى زيادة سخط الله عليك وحرمانه لك وزيادة تعاسة على تعاستك ، فتجمع بين حرمان الرزق وحرمان التوفيق وحرمان الهداية واضطراب النفس ؟!
ثالثا : اسلك الطريق التي تنفعك بطرق باب الله سبحانه فهو سبحانه غني بيده خزائن السماوات والأرض لا ينقص خزاءنه العطاء والانفاق ، يحب سؤال السائلين ويجيب دعاء الداعين المضطرين ، ويكشف الضر عن عباده ويرزقهم ويعافيهم ، فاطرق باب الكريم سبحانه وثق بعطائه .
والله اعلم