كيف يشهد تركيب عين الذبابة على عظمة الخالق

1 إجابات
profile/محمد-سالم-12
محمد سالم
كاتب صحفي
.
١٨ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
وضع الله تعالى في كثير من مخلوقاته عجائب علمية، دلّت على إبداع ودقَة صنعه، ومن النماذج الفريدة عيون الذباب؛ فالذباب يمتلك زوجًا من العيون الكبيرة تغطي معظم مساحة رأسها، وتختلف عيون الذكور عن الإناث؛ فالذكور من الذباب عيونها متقاربة جدًا، أمّا عيون الإناث فهي متباعدة، وتتميز هذه العيون بأنها مركبة، حيث أنها تضم من 3000 إلى 6000 عدسة، منفصلة كل واحدة عن الأخرى.

خصائص عيون الذباب 

  • ورغم ذلك فإن الذباب يعتبر من الحشرات التي لا تتمتع بنظر ثاقب، فهي لا تستطيع التركيز على تفاصيل البيئة المحيطة، إلا أنها تمتلك سرعة ملاحظة لأيّ حركة، كما تستطيع رؤية كل شيء في جميع الاتجاهات، فهي تمتلك ما يشبه شاشات المراقبة الصغيرة مثل الفسيفساء تمكنها من الكشف عن أبسط الحركات التي تحدث من كل اتجاه تقريبًا. 

  • كذلك يوجد بين العينين الكبيرتين ثلاثة عيون صغيرة تعمل كالبوصلة، إذ تمكن الذبابة من معرفة أي طريق عليها أن تسلك وذلك تبعًا لاتجاه ضوء الشمس، أيضًا، تمتلك الذبابة قدرة منفردة على التقاط الحركة لـ 360 درجة كاملة بسبب بنية عيونها؛ مما يجعل من الصعب قتلها، فهي ترى حركة اليد على شكل أجزاء صغيرة منفصلة، ثم ترى الحركة كاملة، وقد لا تتمكن من تحديد ماهية الكائن أو إن كان مفيدًا أو مضرًا. 

  • وكما الحشرات الأخرى، فالذبابة لا تستطيع التفريق بين الألوان، وليس لديها القدرة على رؤية اللون الأحمر الذي ينفرد الإنسان بالقدرة على رؤيته، كما لا تستطيع عيناها التكيف مع الضوء كما الإنسان أيضًا، ولكن بخلاف الإنسان فإن الذبابة قادرة على التمييز بين الضوء المستقطب وغير المستقطب، وتستطيع كذلك الرؤية بشكل أفضل كلما كانت كمية الضوء أكبر. 
تطبيقات عملية

هذه الخصائص المميّزة والتي تتمتع بها عيون الذباب، ساعدت بالوصول إلى تطبيقات عملية في مجالات الاستشعار والرصد؛ ففي دراسة ألمانية أشرف عليها ألكسندر بورست، وهو بروفسور في مجال بيولوجيا الأعصاب، قام فريق بحث بالوصول إلى محاكاة طيران لذبابة الندي أو السروء (نوع من الذباب يضع البيض على اللّحوم) يتكون من شاشة عرض مغلفة، ويتم الاحتفاظ بالحشرة في مكانها، حتى يمكن تسجيل ردود الفعل في خلايا مُخّها.

وقد تمكن الباحثون من تسجيل ملاحظاتهم عليها وتحليل ما يحدث في مخّها عندما تحدث الحشرة أزيزًا في أثناء طيرانها في خطوط متقاطعة في أجواء الغرفة، وكتبوا في دراستهم، التي نشرها معهد ماكس بلانك على موقعه الإلكتروني: "خلال هذه التّسجيلات قدّمت أنماط رؤية متحركة محددة بدقة أمام العيون الموجودة في وجه الذبابة". 

وأشاروا إلى أن هذه القياسات "قد سمحت بإلقاء نظرة أولى على معالجة معلومات الخلايا العصبية البصرية في ذبابة الندى وتحديد سمات ردود الفعل الأساسية لها واكتشاف الحركة البصرية والتعرف على سلوكها"، كما أكّد الفريق العلمي أن"مفتاح تلك الدراسات هو إعادة البناء التشريحي للدّائرة العصبية لدى الذبابة باستخدام وسائل أغلبها وراثية والاعتماد على كيمياء الأنسجة لتحديد السّمات الوظيفية للخلايا العصبية والدّائرة العصبية المحيطة بها".