عند النظر إلى صورتين لخلايا الدماغ والشبكة الكونية من المجرات، فسيكون صعب عليك التمييز بينهما. فيبدو الكون وكأنه دماغ عملاق، والعكس صحيح. علينا أن نفكر أن في دماغ كل منا كون صغير. هذا الكون الصغير الذي يحتوي ما يقارب 70 مليار خلية عصبية، أما الكون المرئي فيتكون من شبكة لا تقل عن 100 مليار مجرة. تحتوي الشبكات الكونيّة والعصبيّة على كتل عاملة تمثل 30% من كتلتها، ومنها المجرات والخلايا العصبية. وما تبقى يلعب دورًا مختلفًا مثل الطاقة المظلمة في الكون والماء في الدماغ.
أجرى ألبرتو فيليتي، جراح الأعصاب في جامعة فيرونا، وفرانكو فازا، عالم الفيزياء الفلكية في جامعة بولونيا، تحليلًا كميًا للشبكات العصبية والكونية، ومقارنات جنبًا إلى جنب بين عمليات محاكاة الشبكات المجرية والعصبية من أجل معرفة كيف تنتشر تقلبات المادة على مقياس الكثافة الطيفية لدراسة التوزيع المكاني للمجرات وتوزيع التذبذب داخل شبكة الخلايا العصبية في المخيخ. حددت المعايير الهيكلية مستويات اتفاق غير متوقعة. يحتمل أن الاتصال داخل الشبكتين يتطور وفقًا لمبادئ فيزيائية متشابهة، بالرغم من اختلاف القوى الفيزيائية التي تنظم المجرات والخلايا العصبية.
تم تشكيل الكون من خلال قوانين الفيزياء والقوى التي تحكمه، مثل الجاذبية والمادة المظلمة. يتشكل الدماغ من خلال العمليات البيولوجية، وأهمها التطور. على مدى أجيال عديدة، تكيف دماغ الإنسان مع بنية معينة أكثر تكيفًا مع بيئتنا. لكن الدماغ في نهاية المطاف مكون من ذرات وجزيئات، تمامًا مثل باقي الكون. ما يربط الدماغ والكون عمومًا معًا هو الفركتلات، وهي هياكل رياضية تبدو متشابهة بغض النظر عن مدى قربك أو بعدك من ملاحظتها. إلى جانب الدماغ والمجرات، تشتمل الهياكل الفركتالية الأخرى التي تحدث بشكل طبيعي على المسار الذي تسلكه الأنهار وصولاً إلى المحيط أو الشكل الدقيق لندفة الثلج. حتى مدننا تشبه إلى حد كبير الفركتلات، مما يدل على أننا نتبع قوانين الطبيعة عن غير قصد لأن هذه هي الطريقة الفعالة للتعامل مع الأشياء.
المراجع:
62 مشاهدة
