ينتج عن تفاعل الزئبق مع الكلور نوعين من المركبات هما، كلوريد الزئبق الأولي (I) ويسمى الكالوميل، وكلوريد الزئبق الثنائي (II) ويسمى السليماني.
والكالوميل، يتم إنتاجه عن طريق إضافة حمض كلور الماء أو أحد الكلوريدات إلى محلول أحد أملاح الزئبق الأحادي، أو باتحاد الزئبق مع الكلور مباشرة، أو بتسخين السليماني مع الزئبق. ويمكن تحضيره أيضاً بتسخين كبريتات الزئبق مع ملح الطعام، مما ينتج عنه ترسيب الكالوميل على شكل كتلة ليفية متبلورة. وصيغته الكيميائية: Hg2Cl2.
وإذا تعرض الكالوميل لضوء الشمس، أو إذا سخن حتى الغليان مع حمض كلور الماء، تحول إلى كلوريد الزئبق والزئبق. وبإضافة هيدروكسيد الأمونيوم إلى كلوريد الزئبق، يتشكل راسب مسود مكون من Hg(NH2)Cl كلور أميد الزئبق، ممزوج بالزئبق الأسود.
ويستعمل الكالوميل مليناً في الطب، بالتالي يجب تنقيته تماماً من كلوريد الزئبق شديد السمية.
أما السليماني، وصيغته الكيميائية HgCl2 فيتشكل بإذابة أكسيد الزئبق في حمض كلور الماء المركز والساخن. ويستحضر صناعياً بتسخين خليط من كبريتات الزئبق وملح الطعام في فرن خاص، حيث يدخل بخار السليماني المتشكل إلى غرفة مجاورة باردة فيتكاثف على شكل بلورات بيضاء، فينصهر ويتصعد دون تفكك، ويعتبر أكثر وأسرع ذوبان في الماء من الكالوميل. ومحلوله في الماء يكون حمضي التأثير.
يعتبر السليماني من أشهر السموم وأشدها تأثيراً على الجسم، ينجم عن التسمم الخفيف عن طريق الفم اضطرابات هضمية (إقياء، إسهال، نزف هضمي، غثيان). أما التسمم الحاد عن طريق الفم فينجم عنه هبوط قلبي وعائي، والتهاب غشاء باطن الفم، وقصور كلوي.
يعود التسمم المزمن إلى استنشاق أبخرة الزئبق أو نفوذه عبر الجلد وهو يؤدي إلى مظاهر عصبية وتشمل الهياج، الرعاش، واضطراب التنفس واعتلال أعصاب محيطي حسي حركي. كما يسبب العدسة الزئبقية وهي التلون الرمادي للجزء الأمامي للعدسة البصرية. ويسبب التهاب في اللثة والفم.
إضافة إلى تسببه بإصابة كلوية قلبيِة متأخرة، فبسبب ترسيبه في القناة الهضمية، يحدث تغيرات في خلايا الكلى التي لا تتمكن من القيام بعملها الخاص بعد مرور أسبوعين من تاريخ دخول السم في الجسم، وبهذا تتراكم المواد المستهلكة السامة في الجسم ويحدث الموت بسبب نوع من التسمم الذاتي.