يعود هٰذا الأمر وبشكل رئيسي لما نطلق عليه العادات الاجتماعية والتقاليد والثقافة؛ فطبيعة الحياة المحكومة بعدد من التقاليد المستمدة من إرث ومن عقدية معينة تجعل أمر الزواج من أشخاص لا نعرفهم أمر واقع وطبيعي ومقبول ففي بلادنا العربية ونتيجة وجود عقيدة وعرف مجتمعي معين لا يمكن للفتاة أو للشاب أن يتعرف على الفتاة قبل الزواج أو حصول الخطبة، وما نراه من تعارف من وجهة نظر المجتمع والعقدية هو تعدي على التقليد والإرث.
وهنالك بعض الأسباب والتي تعود لمفهوم الزواج عند الرجل والمرأة يتم اكتسابها خلال التنشئة الاجتماعية ومن هٰذه الأسباب:
- الزواج سبب للاستقرار؛ فالزواج يمنح كل من الرجل والمرأة الشعور بالاستقرار وعليه يكون السبب في الزواج تحقيق حاجة معينة وإن كان الشريك غير معروف لأنه وحسب العرف تأتي المعرفة والمودة بعد الزواج، فالزواج أمان اقتصادي للمرأة، وأمان نفسي للرجل،
- الزواج من أجل الإنجاب؛ يقدم أغلبية الناس على الزواج من أجل تكوين أسرة وإنجاب أطفال، وهٰذا الأمر أمر فطري في النفس البشرية فكل شخص يرغب في تكوين أسرة ورؤية أطفاله، وعند ربط هٰذا الأمر بالثقافة يكون هذا السبب هو أولوية قبل معرفة الشريك، فيتزوج الرجل أو تتزوج المرأة بشخص غير معروف لتحقيق هدف إنشاء الأسرة.
- تلبية حاجات جسدية؛ يلجأ الكثير من الأهل لتزويج أبنائهم من منطلق وصولهم لمرحلة الزواج بالرجل لا يجب أن يبقى أعزب والأنثى كذٰلك وعليه تقوم الأسر بتدبير الزواج لتأمين الحاجات الجسدية لكل من الرجل والمرأة في المجتمع مما يقلل نسبة السلوكيات الإنحرافية، وهو أمر مرتبط بالعادة إلا أن الأولوية لتلبية الحاجات.
ومن وجهة نظر شخصية أرى أن السبب في هٰذا الأمر يعود لمفوم الزواج ضمن المجتمع الخاضع لتقاليده وعادته وعقائده فما نراه مثلا من مفهوم للزواج في الوطن العربي يختلف عن مفهوم الزواج في الدول الغربية ومن هنا نجد السبب، فما هو متقبل في مجتمعنا غير متقبل في المجتمع الآخر وما هو متقبل في مجتمعهم غير متقبل في مجتمعنا من أهم الأسباب التي ترفض معرفة الزوج للزوجة قبل الزواج في مجتمعاتنا العربية:
- السبب العقائدي الديني: حيث يمنع في الدين الإسلامي ويعد من المحرمات مخالطة المرأة للرجل والتعرف عليه والحديث معه خارج نطاق الزواج أو الخطبة، وعليه تتزوج أغلبية الإناث المسلمات من أشخاص لا يعرفونهم.
- السبب الثقافي الاجتماعي: وإن كان المرجع الديني ليش مرجع وثيق لدى بعض الأسر فإن المرجع الثقافي قوي حيث من العيب أن تتحدث الأنثى لرجل وتتعرف عليه قبل الزواج وهو أمر مجلب للعار للأنثى ولأسرتها وعليها قد نجد من المستحيل أن تقدم الأنثى على التعرف على أحد، مما يجعلها تتزوج بشخص لا تعرفه، وينطبق الأمر أيضا على الرجال فهنالك من يرى أن هٰذا الأمر معيب ولا يمكن الإقدام عليه وبتالي بتزوج من امرأة لا يعرفها.