علم تفسير الرؤى وما يراه الإنسان في المنام هو في الحقيقة من العلوم الوهبية التي تأتي بالوهب من عند الله تعالى لا بالكسب والتعلم. فمن فتح الله عليك في ذلك من أهل النور وألهمه في قلبه علم التفسير فله أن يفسّر بما يأتي على قلبه من إلهام رباني وهذا لا يحدث بالعادة إلا لمن كان على قدر عالٍ من الورع والصلاح والتقوى وإلا فإن المدّعين في هذا المجال كثر ومعظمهم يفسر ويفتي بلا علمٍ ولا بصيرة بل اتباعاً للنفس والهوى. وإمام هذا العلم الذي لم يسبقه فيه أحد حتى الآن هو إبن سيرين رحمه الله من سادات التابعين وكتابه في تفسير الرؤى والمنامات مشهور بين الناس وقد رأى إبن سيرين حين فتح الله عليه بهذا العلم رأى في المنام سيدنا يوسف عليه السلام يتفل في فمه ويعطيه أسرار هذا العلم الذي قد أُوتيه من ربه ولهذا فقد سبق الجميع في هذا الباب لأنه قد وهب هذا العلم وهبا من الملك الوهّاب.