يشهد العالم اليوم ثورةً رقميةً أدّت إلى تغيير كبير جداً في نمط حياتنا اليومية، يمكنك تخيّل هذا التحول الذي حدث في زمن قصير نسبياً.
هل كنّا مستعدين لهذا كلّه؟ لا، وبكل تأكيد، والدليل على ذلك ما يعيشه العالم بأسره جرّاء انتشار وباء كورونا، فمن منّا كان يتوقع أن يحدث ذلك كله، وأن يتغير واقع حياتنا المُعتاد، ليصبح تعليمنا وعملنا وكل أنشطتنا تُمارس عن بعد، وتغدو التكنولوجيا الحديثة صاحبة الكلمة الفصل، وسيدة الموقف بلا منازع !
لا أدري حقيقةً إلى أي حد سيكون المستقبل الرقمي مُشرقاً ! هناك تطورات مُذهلة في مجال الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي والأتمتة والروبوتات في كافّة المجالات من النقل والرعاية الصحية إلى التجارة والسياسة، ويمكن القول أنها تُشكّل تهديدًا حقيقيًا للوظائف البشرية.
لأن قدرة الآلات على معالجة مليارات من البيانات في ثوانٍ معدودة، بدون تأثير العواطف البشرية، يجعلها بديلاً ممتازاً في بعض المهن مثل الطب والمحاسبة، وغيرها.
وبالطبع كما هو الحال دائماً فإنّ اختفاء بعض المهن يعني بالضرورة استحداث مهن أخرى جديدة، لم تكن موجودة من قبل.
يتوقع الخبراء مستقبلاً أن يكون الوصول إلى الإنترنت سهلاً وأن يستفيد معظم الناس منه بسهولة بحيث يتدفق في حياتهم "مثل الكهرباء". إنهم يتوقعون أن تكون الحوسبة المحمولة والأجهزة القابلة للارتداء والمدمجة مرتبطة ببعضها البعض في إنترنت الأشياء IoT) Internet of Things) .
أضف إلى ذلك، وسائل التواصل الاجتماعي، ومفهوم البيانات الضخمة Big Data، التي تُشير إلى ذلك الكم الهائل من البيانات التي يتم تداولها يومياً بما فيها بياناتنا الشخصية.
ومفهوم الخوارزميات التي أدّت من باب خدمة المُستخدم والتسهيل عليه من خلال التركيز على اهتماماته والتنبؤ بها، إلى إحساس المُستخدم بأنه مُراقب، وفاقد للخصوصية.
إذن ما نحتاجه حقيقةً، هو التركيز على تطوير التقنيات الرقمية بالتزامن مع تطوير الممارسات الأخلاقية والعدالة والخصوصية والأمان.
المصدر:
https://www.investec.com/en_za/focus/beyond-wealth/how-to-prepare-your-children-for-a-digital-future.html
https://www.pewresearch.org/internet/2014/03/11/digital-life-in-2025/