يعود سبب تعدد الطوائف المسيحية إلى انعقاد مجمع خلقودنية المسكوني، إذ قبل هذا المجمع كانت المسيحية معروفة بكنيستين، شرقية وغربية، ولكن بعد هذا المحمع حدث انفصال واستقلال كل كنيسة وهو ما عليه الحال حتى الآن.
وبالنسبة للمجمع المسكوني فهو عبارة عن مؤتمر يتمثله شخصيات كنسية وخبراء لاهوت، يتم عقده لمناقشة أمور خاصة بعقيدة الكنيسة وممارساتها، ومبدأ هذا المجمع يقوم على إحضار الشخصيات الكنسية من جميع أنحاء العالم للتصويت على ما تم إقراره من كامل الكنائس المسيحية.
أما بالنسبة لمجمع خلقدونية فهو واحد من هذه المجالس الكنسية، وقد عقد في القرن الثامن في خلقدون، وهي مدينة إغريقية قديمة في آسيا الوسطى على مضيق الوسفور، وهي في اسطنبول حالياً.
على إثر مجمع خلقدونية، تم وضع تعريف يقول بأن المسيح معترف به في طبيعتين تأتيان معاً في شخص واحد وأقنوم واحد وسمي هذا التعريف بالتعريف الخلقدوني، وعلى إثره حصل اختلاف بين أهل العلم بخصوص هذا التعريف وكان محل نقاشات علمية مسيحية، والاختلاف يقع في تعريف (طبيعتين) في المسيح، حيث أن هناك قلة لا تتفق مع هذا.
نتيجة هذا التعريف وغيره من التعريفات، حدث انشقاق كبير بين الكنيستين الغربية والشرقية، فتجمعت اكنائس الشرق تحت قيادة كنيسة الاسكندرية، وعرفت بالكنائيس الارثدوكسية، بالمقابل تجمعت كنائس الغرب تحت قيادة الكنيسة الرومانية وهي الفاتيكان حالياً وعرفت بالكنائس الكاثوليكية.
وفي القرن الحادي عشر انفصلت كنائس كل من القسطنطينة والكنيسة اليونانية والكنائس اللاتينية وأصحبت ضمن الكنائس الارثوذكسية.
بالإضافة إلى ذلك، فقد حصل انفصال في القرن السادس عشر على يد مارتن لوثر وهو ما أدى إلى ظهور البروتستانتية، إذ قام لوثر بشن ثورة ضد الكنيسة الكاثوليكية، وأطلق عليها ثورت الاصلاح. وكان اعتراض مارتن لوثر على صكوك الغفران بشكل رئيسي، ومن أبرز أفكاره أن نيل الغفران ليس مرتبطاً بأي عمل صالح أو تكفيري، وأيضاً اعتراضه على كون البابا هو صاحب القول النهائي فيما يتعلق بتفسير الكتاب المقدس فبناء على رأيه فإن لكل مسيحي الحق في تفسيره.
المصدر
مقال لـ علاء الدين السيد على موقع ساسة