أعتقد بأنّ تجربة العودة للحجر المنزليّ مرّة أُخرى لن تكون بنفس صعوبة ما مررنا به جميعًا خلال الحجر السابق، إذ أنّنا قد أصبحنا على دراية بطبيعة وضع الحجر ومُجرياته وتحدّياته، على مستوى الأُسرة والأفراد وعلى مستوى الشركات والمؤسسات التّجارية، ولذا سأقترح عليك بعض الخطوات العمليّة التي قد تُساعدكَ في التأقلّم لو عادت الأمور لما كانت عليه في ذلك الوقت:
- توفير الاحتياجات الأساسيّة للمنزل دون إفراط، لما يكفي لفترة شهر تقريبًا.
- توفير الأدوية الأساسيّة؛ مثل المُسكّنات وأدوية الرشح بكميات معقولة، مع ضمان وجود كميّة كافية من الأدوية المُزمنة التي يتناولها بعض أفراد الأسرة بشكل مُستمرّ.
- البحث في وسائل ترفيهيّة مُناسبة لمُختلف الفئات العُمريّة في الأسرة؛ مثل ألعاب التركيب والأُحجيات للأطفال، وألعاب الورق والفيديو والكتب والروايات المُختلفة للشباب والبالغين، ولو تواجدت المساحة الكافية في المنزل يُمكن إضافة بعض الألعاب الحركيّة وطاولات لعبة كرة اليد أو البلياردو.
- التأكّد من وجود شبكة إنترنت جيّدة في المنزل؛ إذ أنّها ستكون أساسيّة للتعليم والعمل عن بعد، مع وجود الوسائل المُناسبة لاستعمالها؛ مثل أجهزة الحاسوب، والألواح الذكيّة، وما يتطلّبه العمل من كاميرا أو سمّاعات وغيره.
- وضع جدول للاستفادة من الوقت خلال الحظر في حال عدم توفّر العمل أو الدراسة حينها؛ بأخذ بعض الدورات المجانيّة عبر الإنترنت، وتعلّم مهارات مُختلفة تُساعد في بعض الوظائف المطروحة من المنزل؛ مثل صناعة المحتوى، وإدراة وسائل التواصل الاجتماعيّ، والبحث عن فُرص عمل على مواقع التوظيف الإلكتروني.
- عدم تجاهل العلاقات الاجتماعيّة ومُتابعتها ولو عن بعد؛ وذلك بالتواصل مع أفراد العائلة والأصدقاء عبر وسائل التواصل وتطبيقات الاتصال المرئيّ.
- التعرّض لأشعّة الشمس والهواء النقيّ في حدود المنزل لجميع أفراد الأسرة.
- مُشاركة بعض الأنشطة الحركيّة مع أفراد العائلة؛ بمُمارسة التمارين البسيطة معًا كلّ يوم.
- حضور الندوات أو المحاضرات التي تُعرض على وسائل التواصل، وتطرح كيفيّة التعامل مع التوتّر والقلق أثناء الحجر، وتُعنى بالصحّة النفسيّة وراحتها.
- تجهيز تسهيلات من قبل الشركات أو المؤسّسات التجاريّة لعمل موظّفيها عن بعد، والبحث عن طُرق تنفيذ للمهام تتناسب مع الحجر والوجود مع أفراد العائلة؛ مثل عدم تقييد العمل بساعات ثابتة ومُحدّدة.
بإمكاننا النظر للحجر المنزليّ من زاوية أُخرى، على أنّه تعويض للعائلة عن كلّ ما كان يُعيق تواصلها مع بعضها البعض، فمُعظم الخطوات السابقة جرّبتها مع أفراد أُسرتي في فترة الحجر السابقة، وأُطمئنك بأنّها كانت أيام فيها الكثير من المرح والوقت العائليّ الجميل، والإنجاز والعمل في الوقت ذاته.
26 مشاهدة
