إن أهمية إيران الاستراتيجية لبريطانيا وعموم الغرب، كما كشفت وثائق سرية بريطانية، وتشير الوثائق التي حصلت عليها حصرياً إلى أن التباين في الرؤيتين البريطانية والأمريكية تجاه إيران يعود إلى أيام حرب الأعوام الثمانية بين إيران والعراق
انتهت الحرب بعد موافقة آية الله الخميني، زعيم الثورة الإسلامية في إيران على قرار دولي بوقف إطلاق النار والتفاوض
تكشف الوثائق أن الولايات المتحدة الأمريكية كان لديها هاجس هو انتصار إيران في الحرب، فعملت جاهدة عسكرياً واقتصادياً للحيلولة دون ذلك، فقبل أن تنتهي الحرب بعامين لاحت للأمريكيين مؤشرات على إمكانية أن يتحول الهاجس إلى حقيقة، وكان من أهم المؤشرات هو استيلاء إيران على شبه جزيرة الفاو العراقية عام ١٩٨٦
وحسب الوثائق فأن للأمريكيين رأوا أن هذا التطور العسكري أعطى إيران قوة دفع نفسية جعلتها لا تُبدي إشارة إلى أنها مستعدة لعدم المضي في الحرب
البريطانيون نبهوا الأمريكيين أن الضغوط الاقتصادية لن تفيد في التعامل مع الإيرانيين لأنهم اعتادوا على شدة الحزم وتقشف الحياة، واستمر هذا الوضع حتى استعاد الجيش العراقي الجزيرة ١٩٨٨
وجرت في لندن مباحثات أمريكية بشأن الحرب، وبدا خلالها للبريطانيين أن الأمريكيين يخططون للتدخل بطرق منها القوة العسكرية لمنع انتصار إيران
وكان موقف وزارة الدفاع البريطانية واضحاً، هو حسب الوثائق رفض الاتجاه الأمريكي والإصرار على عدم المشاركة، مهما أصر الأمريكيون على المضي فيه
وفي تقرير عن المباحثات قالت الوزارة "كانت الزيارة مفيدة للغاية حيث هدفنا في تأكيد مساندتنا الأساسية لسياسة الأمريكيين في الخليج
وتلخص الوثيقة الهدف النهائي لهذا الموقف من أي تدخل أمريكي محتمل يستهدف منع انتصار إيران، قائلة "خدمة مصالحنا في المنطقة ستكون أفضل على الأرجح لو لم تنظر إلينا دول الإقليم على أننا مشاركون بدرجة وثيقة أكثر من اللازم في التخطيط الأمريكي"