ساهمت التكنولوجيا في تطور الكثير من القطاعات، فلم تترك مجالًا إلا وانخرطت فيه، ومهدت مختلف السبل للتواصل والعمل وممارسة الأعمال اليومية، ولا شك أنها طالت شتى الوسائل التي نبيع بها البضائع ونشتريها، وبات كل ذلك ممكنًا بفضل الإنترنت أيضًا.
قوة التجارة الإلكترونية
ازدهرت التجارة الإلكترونية تدريجيًا منذ العقد الماضي، وما فتئ المستهلكون يسخرون ثمار ذلك الازدهار خلال الجائحة. إذ تحولت الشركات من ممارسة أعمالها عبر متاجرها على أرض الواقع إلى متاجر إلكترونية. بالإضافة إلى بروز تغييرات كبيرة على التجارة الإلكترونية للتناسب مع تجربة العميل وأرباح المالك. وسنستكشف هنا ما غيرته التكنولوجيا مؤخرًا في قطاع التجارة الإلكترونية.
تسهيل طريقة إنشاء موقع إلكتروني:
اضطرت غالبية الناس قبل نحو 30 عام إلى امتلاك بعض المهارات الأساسية والإلمام بلغات البرمجة لبناء موقع إلكتروني من أجل متجرهم الإلكتروني، وإن لم يمتلك الناس الوقت والجهد والموارد لبنائه، فإنهم يخاطرون بنجاح متجرهم.
غير أن الكثير من الشركات حاليًا تقدم حلولًا لبناء المواقع الإلكترونية، وذلك عبر نماذج مجانية ليستخدمها أصحاب الأعمال التجارية. ناهيك عن وجود نماذج خاصة بالمتاجر، ما يشكل وسيلة مثالية لأولئك الذين يبيعون البضائع على موقعهم الإلكتروني باستخدام نظام عربة التسوق.
إدماج وسائل التواصل الاجتماعي
إن لم يستطع الناس تصفح مواقع الباعة الإلكترونية، فبإمكان الباعة أنفسهم طرق أبواب الناس -إلكترونيًا- وفي هذه الحالية، أثبتت التجارة الإلكترونية قدرتها على الاندماج مع وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأعوام الماضي. ويتجسد ذلك من خلال نواحي عدة:
- سوق وسائل التواصل الاجتماعي: تمكنت منصات مثل فيسبوك وانستاغرام من ضم أسواق إليها حيث يتمكن الباعة من تجهيز منشورات مرتبطة مباشرة بالمتجر. فضلًا عن وجود أنظمة تتيح الشراء والبيع من خلال المنصة الاجتماعية ذاتها.
- منشورات متبناه: تتاح الفرصة حاليًا للشركات بإعداد منشورات متبناه أو حصرية، ويتم اقتراحها للمستخدمين المهتمين بمثل هذه العروض، وهي معززة بكلمات مفتاحية واقتراحات، بالإضافة إلى تحليل بيانات عمليات البحث السابقة.
- تواصل مبسط: هذه المزية متاحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتستهدف أصحاب الأعمال التجارية الراغبين بتبسيط وسائل التواصل، إذ بإمكانهم التواصل مباشرة مع عملائهم إن احتاج الأخيرون إلى أي توضيح بشأن منتج ما.
تسويق مؤتمت عبر البريد الإلكتروني
تكمن إحدى الوسائل التي تغيرت بها التجارة الإلكتروني في الكيفية التي يطلق بها رواد الأعمال حملاتهم عبر البريد الإلكتروني. الآن أصبح بإمكان أرباب الأعمال توظيف وكالة تسويق لإنجاز المهام التالية:
- تكبير قائمة عناوين البريد الإلكتروني: قد يختار أصحاب المتاجر من بين استمارات عدة: مثل الخصومات، والهدايا الترويجية وغيرها مقابل الحصول على عنوان بريد إلكتروني.
- إرسال نسخة بريد إلكتروني: شركة التسويق الإلكتروني الناجحة قادرة على إرسال نسخة وأتمتتها لحمل قراء محتملين على النقر على موقع الصفحة وتصفح العروض، وهو ما يميز الرسائل المرسلة إلى سلة المهملات عن غيرها.
- الجدولة الزمنية: عند ممارسة الأعمال التجارية، من الأهمية بمكان التركيز على المهمات ذات الأهمية الفعلية. وبامتلاك استراتيجيات تسويق مؤتمتة، يصبح بإمكانك جدولة حملاتك التسويقية لإرسالها خلال أوقات مثالية إلى قراء محتملين.
شخصنة التجربة:
تبرز أهمية ذلك عندما تمتلك متاجر التجارة بالتجزئة بضائع كثيرة ولا يمتلك المستخدم وقتًا لتصفحها جميعًا، حيث تتوفر مزايا بإمكان أصحاب الأعمال استخدامها على موقعهم الإلكتروني لتحسين تجربة المشتري.
ومن الأمثلة على ذلك اقتراح بعض المنتجات بناء على عمليات البحث السابقة. وهي أداة ذكاء اصطناعي تساعد المستخدمين بمقارنة بضائع مشابهة وفقًا لسعر والمواصفات والمهام.
تتبع الطلبية:
قبل عصر التجارة الإلكترونية، كان على الأشخاص الحصول على رقم هاتف عمال التوصيل للاستفسار عن حالة الطرد المطلوب، أما الآن، فمن الأسهل تتبع الطلبيات عبر وسائل التتبع الإلكتروني لمعرفة حالتها، ما يحمي كذلك البائع من أي ادعاءات بعدم إيصال الطلبية التي تم إيصالها حقًا، وتمثل خدمات التتبع وسيلة أمان لكل من الباعة والمشترين.
آفاق لا محدودة من التسويق:
إحدى المزايا الرائعة للتكنولوجيا هي الآفاق غير المحدودة للتسويق، فالآن أصبح التسويق الإلكتروني قطاعًا ضخمًا وما فتئ يتطور ويزداد أهمية:
- المحتوى: الفيديوهات والمنشورات ذات القيمة البحثية العالية التي تقود المستخدمين إلى عروضهم.
- المؤثرين: إذ يروجون للمنتجات والخدمات عبر متابعة شخصيات أخرى على مختلف الوسائل.
- وسائل التواصل الاجتماعي: عبر استخدام استراتيجيات مختلفة مثل إشراء الجهور والاتساق في إنشاء المنشورات، أو استخدام الهاشتاقات للحصول على وصول أكبر.
مستقبل البيع: تطوير تقنيات التجارة الإلكترونية:
ليست الأمثلة السابقة إلى فيض من غيض، ولك أن تشاهد الواقع بتمعن، فالإمكانات المتمثلة أمامنا لا حدود لها، وهي إشارة تبشر بالخير لأصحاب المتاجر الإلكترونية.