نظام الهبوط الآلي هو نظام معقد وعالي الأمانة بفضل طبيعته، ويجب على طاقم الطيران مراقبة تشغيل العملية وأدائها، إذ تحتاج الطائرة إلى حدٍ أدنى من الأنظمة الفعّالة لتحقيق الهبوط الآلي الآمن:
- طيار آلي واحد على الأقل، والدفع التلقائي غير ضروري، وينجح الهبوط الآلي باستخدام الدفع اليدوي باستخدام برنامج المحاكاة.
- حد أدنى من الأدوات وأجهزة الإنذار لإعلام الطيار في حال وقوع أي خطأ، كحاسوب تحذير الطيران، ومؤشر الاتجاه، ومؤشر نمط الطيران، إضافة إلى أنظمةٍ مرجعيةٍ لبيانات الطيران والتي تقود بعض المعاملات كالسرعة والاتجاه.
- حد أدنى من التحكم بالطيران للتأكد من قدرة الطيار الآلي على قيادة الطائرة وفقاً للمتطلبات، كحواسيب الطيران، منسِّق الدفات، معدِّل الانحراف، نظامين هيدروليكيين على الأقل من ثلاثة أنظمة ولوحات ودفوف الأجنحة.
- مستقبلي إشارة لنظام الهبوط الراديوي (Instrument Landing System) ILS أو GLS على الأقل، ويرتبط ذلك بنوع إشارات التوجيه التي ترسلها المحطة الأرضية، وإذا لم تستطع الطائرة استقبال إشارات التوجيه هذه، فمن المستحيل قيامها بالهبوط الآلي.
- مقياس ارتفاع راديوي واحد على الأقل، تستخدم الطائرة الارتفاع الراديوي الأكثر دقة عوضاً عن الارتفاع البارومتري من أجل تزويد نظام التحكم بالطيران بالبيانات والتصحيحات الدقيقة عن الارتفاع عند الاقتراب من سطح الأرض، ويحدد هذا المقياس متى ترسل الطائرة إشاراتها الضوئية.
- أخيراً، نظام فرملة ونظام قيادة لدولاب المقدمة، وذلك في حال التخطيط للسير والفرامل الآلية.
كيفية عمل الهبوط الآلي:
تستقبل الطائرة إشاراتٍ من الخارج، ثم تستخدم أدواتها لتصحيح طريقة طيرانها بدقة وتضبط هذه التصحيحات بصورة أدق فأدق خلال اقترابها من سطح الأرض.
أخيراً، وعند الوصول إلى ارتفاعٍ محددٍ عن الأرض، تبدأ بتشغيل الإشارات الضوئية، ثم تلامس أرض المدرج، وبعدها تبدأ عملية المسير والفرملة الآلية على المدرج، وذلك اعتماداً على الإشارات الخارجية وأدوات الطائرة معاً.
وخلال ذلك كله، يتم إعلام الطيار في حال حدوث أي خطأ ليتدخل عند الحاجة، ويشكل ذلك تحدياً للطيار في حال حدوث الخلل عند ارتفاعٍ منخفضٍ جداً، حيث تعد مشكلة عدم تشغيل الإشارة الضوئية شائعةً، وتظهر غالباً في المحاكي، فترتطم الطائرة بالأرض بشكلٍ قاسٍ قبل أن يدرك ذلك.
وتمثل الإشارات المستقبلة من المحطة الأرضية أهم ضامن لسلامة العملية كاملةً، وتتم نسبة 99.9% وأكثر من عمليات الهبوط الآلي باستخدام نظام الهبوط الراديوي ILS، أو نظام جي بي إس في حال استخدام نظام GLS.
تقوم شركة الطيران بتقييم إشارات ILS قبل أن تسمح للطيارين بعمليات الهبوط الآلي على مدرجٍ محدد، ويجب التحقق مسبقاً من جودة شعاع نظام ILS وآثار التضاريس الموجودة قبل المدرج، فقد تسبب تلةً صغيرةً قبل المدرج بالتأثير على مؤشر الارتفاع وبالتالي إلى فشل التوجيه.
وعلى المطارات الالتزام بمعايير محددة للأدوات والتجهيزات في حال إجراء الهبوط الآلي ضمن ظروف الرؤية المنخفضة وهو لا يرتبط دائمًا بحالة الطقس المضطربة، إذ يمكنك تنفيذه بنجاحٍ في حالة الطقس الجيد، لكن الطيارين عادةً يفضلون الهبوط اليدوي، ويضطرون إلى الهبوط الآلي في حالات انعدام الرؤية فقط.
يجب أن تكون المعدات المرتبطة بهذه العملية مزودةً بأنظمة طاقةٍ احتياطية ومؤشراتٍ لإعلام العاملين في المدرجات بوجود عائقٍ مسببٍ للتشويش على الهوائيات.
ومن أجل وضوح الرؤية أمام الطيارين، يجب الالتزام بالمواصفات المناسبة للأضواء والإشارات التي تدل على مدرج الهبوط والإقلاع.
يحصل الالتباس بين الهبوط الآلي وعمليات cat 2/3، وهو الاسم التقني لعمليات الرؤية المنخفضة، وهو ما يقود الأشخاص إلى الاعتقاد بأنه يجب على الطيارين الاستعداد للهبوط الآلي قبل تجاوز مسافة 305 متراً من المدرج، ولكن يمكن أن يقرر الطيار التحول للهبوط الآلي خلال الدقيقة الأخيرة بعد تأكده من قيام شركة الطيران بالتقييمات اللازمة للمدرج حيث تُظهر الشركة إمكانية الهبوط الآلي على الشاشة، وبالإمكان رؤية جاهزية المدرج.
وتقوم أجهزة إرسال أرضية بنقل الأنظمة الراديوية للطيران في منتصف المدرج، إضافة إلى أنظمة راديوية للطيران في مقدمة المدرج بزاوية 3 درجات، وخلال اقتراب الطائرة، تظهر شاشة عرض على لوحة الطائرة للقبطان، فيما إذا كانت الطائرة على يسار أو يمين المدرج، ولإكمال الهبوط الآمن، يجب على الطيارين أن يتمتعوا بالقدرة على رؤية المدرج من ارتفاع معين فوق الأرض وعادةً، ما يبلغ الارتفاع الأدنى 200 قدم على الأقل، كما يتم تحديد الحد الأدنى من الرؤية الأفقية.
ويجب على الطيارين الخضوع لدورات تدريبية مكثفة في آلات محاكاة على الأرض، بهدف التمتع بدرجة عالية من الكفاءة لاستخدام الطيران الآلي.
وتتمتع العديد من الطائرات بالقدرة على الطيران باستخدام مناهج “CAT III zero-zero” جميعها، إضافةً إلى تزويدها بأجهزة كمبيوتر، وأنظمة تتعقب محور المدرج بشكل آلي بعد الهبوط، وتُشغل المكابح، وتجلب الطائرة إلى سرعة آمنة.
وكانت أول ناقلة جوية تحصل على ترخيص للطيران باستخدام منهاج “Zero-zero” هي “Lockheed L-1011 TriStar” في السبعينيات.
سأرشح هذا الفيديو الذي يوضح هذه الآلية بطريقة سهلة:
https://www.youtube.com/watch?v=CJz_kqO_zW8