من المعروف أن أثنى الجمل قد تتعرض لعسر ولادة ما يسبب وفاة المولود، وخوفًا من أن يجفّ ضرعها، يقوم الرعاة بإجبار الناقة على قبول صغير ليس لها، أي من أنثى أخرى، في عملية تُعرف باسم "التضيير"، فكيف تتم هذه العملية وهل يجوز إكراه الناقة على إرضاع صغيرًا ليس لها؟
التضيير
عند موت صغير الناقة، يقوم أصحاب الإبل بإجبارها على أخذ مولود حديث ليس لها، وكون أنثى الجمل من الصعب أن تتقبل صغيرًا لم تلده، فإن الرعاة يلجؤون إلى حيلة، بحيث يربطون أنف الناقة حتى لا تستطيع التنفس بسبب الربط وحشو المؤخرة بقطع خرق .
وتترك الناقة على هذه الحالة 6 ساعات، وقد تمتد الحالة إلى يوم كامل؛ وذلك لإيهام الناقة أنها حامل، وبعد المدة المعلومة، يتم يفك عنها ما ربطت به ويقرب لها حَوار (ابن ناقة أخرى) لتشمه وتعتقد أنها ولدته فتدرّ على الحوار الحليب وبهذه الحالة سيستفيد المربي من لبن الإبل.
هل يجوز التضيير؟
اختلف بحكم التضريع ، كونه يختلف من الناحية الأخلاقية؛ فبعض الناس قد تعارض هذا الأسلوب وآخرون يرون أنه ينتج عنه مصلحة استدامة القطيع بل ويؤنس الناقة بصغير بدل الذي فقدته.
أما شرعًا، فهناك من قالوا بإباحة التضيير، وذلك في حال كان المسئول عنه لا غنى له إلا بالحصول على اللبن، وكان الأذى والضرر على الحيوان قليلًا مغلوبًا بالمصلحة المتوخّاة.
أما الرأي الآخر، فقد قالوا بأن حكم "التضيير" في حال سبب أذًا نفسيًا وجسديًا كبيرًا للناقة فالحكم هو التحريم والنهي.