قبل الإجابة على سؤالك، أظن أن علي أن أخبرك كبداية من هو نوبل، وماذا قدم، وما هي جائزته، ثم وأخيرًا أحكي لك عن سبب إقصاء علماء الرياضيات من الحصول على هذه الجائزة.
ألفريد نوبل (1833 - 1896)، هو عالم كيمياء ومخترع ومهندس سويدي. وهو مخترع الديناميت الذي نعرفه اليوم -والمستخدم في التدمير بشكل أساسي- عام 1867. أول براءة اختراع له كانت عن عداد غاز عام 1857. وفي عام 1875 اخترع مادة الجلجنيت وهي مادة أكثر قوة واستقرارًا من الديناميت. هذا بالإضافة إلى مواد أخرى، وكبسولة تفجير وجهاز تفجير.
جنى ألفريد نوبل ثروة طائل بعد براءة الاختراع التي حصل عليها من صناعة الديناميت، لذا أوصى لأن تكون هذه الثروة تقدمه منه كجائزة لمن يقدم أفضل الإنجازات في مجالات تخدم البشر والإنسانية جمعاء. فذهبت للطب والعلوم الطبيعية كالفيزياء والكيمياء، وأيضًا للمجالات المؤثرة على البشر كالآداب، والإسهامات المؤثرة على الحد من الحروب والنزاعات، فكان هناك جائزة للسلام.
لكن لم تكن هنالك أي جائزة للرياضيات، حيث أن نوبل لم يجد أن للرياضيات أي إسهام أو تأثير مباشر على الإنسان. فلا هو يفيد في التأثير على حياة الإنسان وصحته، ولا هي وسيلة وأداة فاصلة في الحروب، ولا هي قادرة على غمر الفرد بمشاعر أدبية بلاغية عاطفية. هو ببساطة لم يجد أنها تستحق!
من المثير للغرابة ظهور شائعات حول الأمر، حيث أن الناس جعلوا الأمر أكبر مما يبدو عليه. فخرجت شائعة تقول أن زوجة ألفريد نوبل كانت على علاقة عاطفية مع عالم رياضيات شهير يدعى جوستا متاج لفلر. ويقال أن نوبل لم يخصص جائزة للرياضيات حتى لا تقع يومًا في يده. هل يمكنك أن تصدق هذا؟
إن الأمر المثير حقًا للسخرية أن الحقائق تثبت أن ألفريد نوبل لم يتزوج إطلاقًا، جميع علاقاته انتهت قبل أن تصل لأي ارتباط مهم رسمي مهم يُذكر! هذا غير أنه لا يوجد أي دليل أو إثبات على وجود مشاكل بين نوبل وبين عالم الرياضيات. حتى أنه يُذكر أن نوبل قدم تبرعًا للجامعة التي كان يعمل فيها متاج لفلر كأستاذ.
بعيدًا عن نوبل، فقد ظهرت لاحقًا جوائز أخرى تقدر الرياضيات وعلمائه. وبينما كانت أغلب هذه الجوائز معنوية، كان هنالك القليل من الجوائز المادية. أشهر هذه الجوائز وأقربها لجائزة نوبل كانت جائزة أبيل. حيث تصل قيمة جائزة أبيل إلى مليون دولار، وتقدم سنويًا. وهنالك غيرها بالطبع كجائزة فيلدز، والتي تقدر قيمتها بـ 15 ألف دولار.
أظن أن علماء الرياضيات لن يشعروا بالنقص بوجود جوائز أخرى، ما رأيك؟