كيف تفسر سبب ميل الأذكياء لأن يكونوا غير سعداء؟

ليس الأذكياء، الأصح أن نقول المفكّرين، المفكّر ذكيّ بالضّرورة لكنّ الذكي ربما يكون غير مفكّر، أن تكون مفكّر من مستوى عقلي معيّن يعني أن تُدرك سفاسف الأمور وتحلّل أدق المواقف بدون إرادة حرّة منك، لك أن تتخيّل عزيزي/تي الفرق بين إنسان وضع رأسه على مخدّته وغفى ولم يستخدم عقله طوال اليوم إلا ليكرّر الروتين وبين إنسان حلّل موقف موقف وردود أفعال وتحليلات سياسيّة واجتماعيّة وتفكير وتمحيص؛ بديهيًّا هذا متعب، أيضا التعمّق في معنى الحياة مُهلك أيضًا ففيها مفاهيم لا ندركها كالوجوديّة مثلًا.

إذا كنت ذكيّاً للغاية ، فلا بد أن المستوى العالي من الذكاء كان بمثابة عائق كبير طوال حياتك. قد يبدو الأمر غير منطقي بعض الشيء في البداية ، لكن صدقني ، إنه أفضل درس قد يتعلمته المرئ من تجارب الآخرين.

إنها حقيقة معروفة أنه لا يوجد شخص كامل. كلنا جيدون في أشياء معينة ولسنا بارعين في أشياء أخرى. ربما لم يكن أحدهم ذاك الطفل الأكثر رياضية في مدرسته الثانوية، ولكنه كان في ذلك الوقت الأكثر ذكاءً . و الطفل الرياضيّ لم يكن ذكياً بما فيه الكفاية. أعتقد أن هذه مجرد طريقة طبيعية لموازنة المعادلة - مما يجعلنا جميعًا بحاجة إلى بعضنا البعض لأشياء مختلفة.  أليس كذلك؟

نحن نعلم كم أننا لا نعرف!

هل سمعت من قبل عن تأثير دانينغ كروجر؟ إذا لم تكن قد صادفت المصطلح من قبل ، فقد اختبرت هذا المبدأ بالتأكيد. إنها قاعدة نفسية تنص على أن الأكثر ثقة بأنفسهم هم الأقل كفاءة، بينما يشك الأذكياء في قدراتهم. ببساطة ، الأشخاص الأغبياء أغبياء لدرجة أنهم لا
يعرفون كم هم أغبياء. الأشخاص الأذكياء أذكياء بما يكفي لمعرفة مقدار ما لا يعرفون.

و الفيلسوف البريطاني برتراند راسل الذي طرح الفكرة لأول مرة ربما لخصها بشكل أفضل: "المشكلة مع العالم هي أن الأغبياء مغرورون والأذكياء ممتلئون بالشك". في الأساس ، لدينا جميعًا فهم رديء جدًا لحدود كفاءتنا بطريقة أو بأخرى.

كثيرا ما يعاني الأذكياء من الوحدة والاكتئاب..

كما أوضحت كارول جراهام ، الباحثة في معهد بروكينغز ، لصحيفة واشنطن بوست ، "أولئك الذين يتمتعون بمزيد من الذكاء و القدرةالفائقة على استخدامه ... هم أقل عرضة لقضاء الكثير من الوقت في التواصل الاجتماعي لأنهم يركزون على بعض الأهداف الأخرى طويلة المدى"
كلما أدرك الأذكياء أنهم لا يتحملون نفس مخاوف زملائهم ، فهم يميلون إلى البقاء بمفردهم. أو ما هو أسوأ ، هم يسجنون أنفسهم في حالة اكتئاب. حيث يقومون دائمًا بتحليل المشكلات التي لا يمكنهم حلها في أذهانهم والتي تودي بهم إلى اكتئاب أعمق.

يتوقع الناس الكثير من أولئك الذين يفوقونهم ذكاءاً

امتلاك عقل لامع أمر رائع. لكن هل يتعين علي التعامل مع توقعات الناس للأشياء العظيمة التي من المفترض أن أفعلها بعقلي؟ ليس كثيرا. يمكن أن يكون الضغط هائلاً ، وكما أشرت سابقًا ، لسنا آلات.

يشعر الأذكياء بالملل بسهولة بالغة

إن إعطاء الأولوية لجميع الأفكار العظيمة التي يتوصل الأذكياء إليها باستمرار يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة لهم. في اللحظة التي يتوقف فيها المشروع أو العلاقة أو الشخص عن تحفيز عقولهم ، ينتهي بهم الأمر بكارثة الملل. و يغدون جاهزين لترك ما يعملون عليه من أجل الانتقال إلى التحدي التالي.

يعتقد الأذكياء أنهم متقدمون جدًا بالنسبة للأمور الأساسية

يبدو أن إتقان الأساسيات دائمًا مهمة شاقة. فلمَ يتعين عليهم تضييع الوقت في الأساسيات عندما يمكنهم تعلم الأشياء بأسرع ما أفعل؟
في معظم الأوقات ، يتجنبون الأساسيات ليحموا أنفسهم من أي كشف ولو بمقدار ضئيل عن جهلهم. التفكير الزائد عن اللازم!

يساء فهمهم على نطاق واسع

فهم يرون أنه من الصعب العثور على أشخاص يفهمونهم لذاتهم و يدركون الأعباء التي يحملونها.