للوهلة الأولى قد تجد الأمر غريبًا، حيث لا يوجد رابطٌ ما بين الفلسفة والعلوم. حتى أن البعض يصنّف الفلسفة أنها تتبع المواد الأدبية، وتتجه اتجاهًا نظريًا للمعرفة. وقبل أن نجيب عن السؤال السابق علينا بدايةً أن نحدد ما المقصود بالفلسفة؟
عند قيامك بالبحث عن حقيقة شيء ما، أو التفكير بماهية الأمور وحقيقتها وأسبابها والمبادىء القائمة عليها، فأنت هنا تستخدم الفلسفة. كما أن وضعك لمعايير للأدلة التي يجب توافرها لحجتك، وكيفية حل النزاعات بشكل عقلاني، مع خلق تقنيات لكيفية تقييم الأفكار والحجج عليها وطبيعة الأدلة المقدكة هي جزءأساسي من الفلسفة. وقد وصفها أرسطو بأنها "العلْم العام، وفيه تُعرَف موضوعات العلوم كلّها، فهي معرفة الموجودات وأسبابها ومبادئها". أما ابن رشد فقد وضح أنها " النظَرُ في الموجودات، واعْتبارُها مِن جهة دلالتها علىٰ الصَّانِع." و لقد نسب طاليس أصل الكون والحياة إلى ماء الذي هو ضروري للكائنات الحية، وفسر فلاسفة المدرسة الأيونية أصل الكون والحياة ونشأته بربطه بأسباب مادية لا روحية.
تنبع العلوم من الفضول الفطري للإنسان ورغبته في البحث والتقصي لظاهرة ما، ونبدأ في طرح الأسئلة؛ لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟ ونفترض وجود إجابات عقلانية ومنطقية عليها، مع دعمها بالأدلة والبراهين على الحجج التي نقدمها.
لاحظ مما سبق أن العلوم تتضمن البحث والتفسير بالأدلة والبراهين، وهذه المهارات هي من أساسيات الفلسفة؛ أي أنها تبحث في الحقيقة الكليّة في الكون والوجود واستخدام التفسير لإثبات حججهم. كما أن الفلسفة قادرة على استيعاب كافة الأفكار سواء كانت نظرية مجردة أو عملية أو كليهما معًا. أي أن العلوم انبثقت من الفلسفة، وكانت حجر الساس في بناء العلوم وتطورها؛ سواء كانت فيزياء أم رياضيات، وصولًا لعلم النفس والاجتماع، إلى الأخلاق والسياسة واللغة. فلا تتخصص فقط بالموضوعات الفلسفية بل تتجاوزها إلى ما أعلى من ذلك. كما أنها تفتح باستمرار مواضيع جديدة لمناقشتها، وكيفية صياغة الأفكار وما بقي من علم التجريب هو فقط للاستدلال وإقامة البراهين.
برأيك كيف تتداخل الفلسفة مع الفيزياء؟
المراجع: